أنشدنى لنفسه:
صبّ أضرّ به طويل جفاك … لا يشتفى إلّا بطيب لقاك
يا شمس حسن فى الورى وضّاحة … مهلا فقلب المستهام سماك
وترفّقى يا ظبية الوادى به … ودعى النّفار ففى الحشى مرعاك
فلقد حللت من الفؤاد بمنزل … ما حلّ فيه من الأنام سواك
فردى المتيّم ماء وصلك إنّه … أضحى على ظمأ لرشف لماك
واقضى بما شئتيه فى شرع الهوى … غير القلا فالحسن قد ولّاك
وعدى الكئيب ولو بطيف فى الكرى … فلعلّه عند الهجوع يراك
فهو الذى يرضى لعزّك ذلّه … ويودّ أنّ جفونه ممشاك
وكفاه فخرا فى البرّية أنّه … من شيعة عرفوا بصدق ولاك
وأنشدنى أيضا لنفسه:
لئن حكموا فى مذهب الحبّ بالقتل … فإنّهم من قتلة الصبّ فى حلّ
وإن رحموا مضناهم وتعطّفوا … عليه فهم أهل لعارفة الوصل
عريب أقاموا بين أحناء أضلعى … بنيت لهم صفو الوداد على أصل
أبى ناظرى يرنو لغير جمالهم … وقد صمّ سمعى فى هواهم عن العذل
/ فإن أنكر العذّال حالى فإنّ لى … شهودا (١) على دعوى هواى ذوى عدل
دموع وتسهيد ومبيضّ ناظرى … وحزن به قام الدّليل على ذلّى
وعندى كتاب بالغرام معنون … وسقمى مشروح لدى الجار والأهل
صحيفته خدّى وطرفى كاتب … ودمعى مداد والفؤاد الذى يملى
فمن رام يهوى يهجر الأهل والكرى … ويسعى مجدّا فالهوى ليس بالسّهل
(١) فى ز و ط «شهود» وهو خطأ ظاهر.