وأنشدنى [أيضا] لنفسه:
متى غنّت على دوح بلابل … تبلبلنى بأشواقى بلابل
ويسلبنى الكرى والصبر عطف … وألحاظ لها فتكات بابل
وأهيف كالقضيب له اعتدال … ولكن عن وصال الصبّ مائل
عجبت لنرجس الألحاظ غضّا … ويشرب ماء قلبى وهو ذابل
شقيت من الصّبابة فى سعيد … وذقت المرّ من حلو الشّمائل
فيا مثرى الجمال إليك فقرى … تصدّق باللقا فالدّمع سائل
نصبت جفاك بالإغراء جزما … بأفعال بنت رفع التّواصل
بديوان الغرام هواك وال … وخدّك مشرف والقدّ عامل
وقلبى دفتر والدّمع يجرى … على مصروفه والوجد حاصل
وأنشدنى لنفسه أيضا:
يشكو لهيبا قد أضرّ بذاته … صبّ وفاء العهد من عاداته
كتم الهوى فوشت عليه مدامع … تبدى خفاء غرامه لعداته
يهوى رشا حارت عقول أولى النّهى … لمّا تبدّى فى بديع صفاته
قامت نبوّة حسنه بدلائل … دلّت على مكنون سرّ سماته
بعث النّواظر خفية توحى الهوى … لمّا أقام اللحظ فى فتراته
فلذا أجاب إلى دواعى حبّه … قلبى ولبّى من جميع جهاته
وأطاع فيه العاذلين كما عصى ال … عذّال من لوّامه ووشاته
وأقام عذرا فى الهوى بعذار من … يبدو جنىّ الورد من وجناته
وتغار أغصان النّقا من قدّه … ويفوق بدر التّمّ فى هالاته
/ يهواه لا يهوى سواه وحقّه … ويودّ منه نظرة بحياته