للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قرأت على الإمام المفتى أبى الحسن علىّ ابن أبى الفضائل هبة الله بن سلامة الشافعىّ اللّخمىّ بمصر، عن الإمام الحافظ أبى الطّاهر السّلفىّ (١)، قراءة عليه بالإسكندرية، أخبرنا الشّيخ الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثّقفىّ بأصبهان، حدّثنا أبو الفتح هلال بن جعفر بن سعدان، قراءة عليه ببغداد، حدّثنا أبو عبد الله الحسين (٢) ابن يحيى بن عيّاش القطّان، حدّثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلىّ، حدّثنا حمّاد ابن زيد عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن سرجس قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول إذا سافر: «اللهمّ إنّى أعوذ بك من وعثاء السّفر وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر فى الأهل والمال»، قيل لعاصم:

ما «الحور بعد الكور»؟ قال: حار بعد ما كار (٣).

قال شيخنا أثير الدّين: قال لنا الشّيخ تقىّ الدّين: هذا حديث صحيح ثابت من حديث عاصم الأحول، أخرجه مسلم من حديث جماعة عنه،/ وفيه نوعان من أنواع العلوّ، أحدهما العلوّ إلى النبىّ صلّى الله عليه وسلّم، فإنّه أعلى ما يقع لنا بالأسانيد الجيّدة، الثانى العلوّ إلى إمام من أئمة الحديث وهو حمّاد بن زيد.


(١) انظر الحاشية رقم ٧ ص ٢٤٤.
(٢) فى أصول الطالع «الحسن»، وفيها أيضا: «بن عباس»، وذلك تحريف، فهو أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش بن عيسى الأعور القطان- ويقال التمار- المتوثى، نسبة إلى «متوث» بفتح الميم وتشديد التاء المضمومة، قلعة حصينة بين الأهواز وواسط، انظر: معجم البلدان ٥/ ٥٣، ولد فى رجب سنة ٢٣٩ هـ، وروى عنه الدار قطنى وغيره،، توفى ليلة الأربعاء، ودفن يوم الأربعاء غرة جمادى الآخرة سنة ٣٣٤ هـ؛ انظر: تاريخ بغداد ٨/ ١٤٨، والمشتبه/ ٤٦٤، والنجوم ٣/ ٢٩٠، وقد ورد فيها خطأ: «بن عباس»، وانظر أيضا: الشذرات ٢/ ٣٣٥.
(٣) الحور- بفتح الحاء المهملة وسكون الواو-: الرجوع عن الشئ وإلى الشئ، والنقصان بعد الزيادة لأنه رجوع من حال إلى حال، والحور: ما تحت الكور من العمامة؛ يقال: «حار بعد ما كار»؛ لأنه رجوع عن تكويرها، والمعنى هنا فى الحديث: نعوذ بالله من النقصان بعد الزيادة، وقيل معناه:
نعوذ بالله من فساد أمورنا بعد صلاحها، وأصله من نقض العمامة بعد لفها؛ انظر: الجمهرة ٢/ ١٤٦، والصحاح/ ٣١٠، والأساس ١/ ٢٠٥، والنهاية ١/ ٢٦٩، واللسان ٤/ ٢١٧، والقاموس ٢/ ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>