للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

/ فقال: أعد [هـ] لى، فأعدت [هـ] عليه حتّى حفظه.

وكان عديم البطش، قليل المقابلة على الإساءة، ومن مشهور حكاياته فى ذلك قضية قطب الدّين بن الشاميّة، وأنّه كلّمه بحضرة النّاس كلاما تألّم منه، وقام من المجلس وظنّ النّاس أنّه يقابله، فلم يفعل، وسألوه عن ذلك فقال: خشيت أن يغترّ (١) بذلك، ومات الشّيخ وحصل لابن الشاميّة من الأمير ركن الدّين [بيبرس] ما حصل، فكان كثير من النّاس العارفين يجعلونه مقابلة له عن الشّيخ.

وحكى لى صاحبنا الفقيه العدل شرف الدّين [محمد] الإخميمىّ المعروف بابن القاسم قال: كنّا بين يديه، والموقّعون وهو بمجلس الحكم بالكامليّة (٢)، وإذا بشخص هجم وقصده، ومنعه الرّسل منعا عنيفا، فرماهم بيده وقال [بصوت قوىّ] من هذا حتّى تمنعونى منه؟ أخليفة هذا؟ فنظر الشّيخ إلى ذلك الشخص لحظة وعمل بيده، فأقبل يأتى وفتح أصابعه …

وأخبرنى (٣) برهان الدّين المصرىّ الحنفىّ الطبيب، وكان قد استوطن قوص سنين، قال: كنت أباشر وقفا، فأخذه منّى شمس الدّين محمد، ابن أخى الشّيخ، وولّاه لآخر، فعزّ علىّ، ونظمت أبياتا فى الشّيخ فبلغته، فأنا أمشى مرّة خلفه، وإذا به قد التفت إلىّ وقال: يا فقيه بلغنى أنّك هجوتنى؟ فسكتّ زمانا، فقال: أنشدنى، وألحّ علىّ، فأنشدته:

وليت فولّى الزّهد عنك بأسره … وبان لنا غير الذى كنت تظهر

ركنت إلى الدّنيا وعاشرت أهلها … ولو كان عن جبر لقد كنت تعذر


(١) فى ا و ج: «أن يعير فى ذلك».
(٢) انظر الحاشية رقم ٤ ص ٢٤٣.
(٣) انظر: أيضا: الوافى ٤/ ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>