فلا تقولوا إذا استبطأتم خبرى … أما النّسيم عليه سائر سارى
فلو يمرّ نسيم بى لسار إلى … مغناكم بى كما يسرى بأخبارى
وأنشدنى أيضا لنفسه:
ترى هل لعينى حيلة أن تراكم … وكيف وفيها للدّموع تراكم
أيا جيرة الوادى ولم أدر طيبه … أمن شجرات فيه أم من شذاكم
فبالمسك مالى حيلة إن أتيتكم … ولا لكم إن طيب ذكرى أتاكم
وما بى فقر إن حللت بأرضكم … لأنّ ثرائى وقفة فى ثراكم
أسير إليكم والسّقام يقودنى … فإمّا حمامى دونكم أو حماكم
فإن قلت تفديكم من السوء مهجتى … فما مهجتى حتّى تكون فداكم؟
هويتكم والنّاس طرّا فما الذى … خصصت به حتّى ولا بهواكم
وفيم تعادينى الأنام عليكم … وكلّهم أحبابكم لا عداكم
كفانى إليكم أنّ مالى وسيلة … ولو شئتم أن تحسنوا لكفاكم
/ وكان شبابى إن غضبتم تجنّيا … شفيعا إلى ما أبتغى من رضاكم
وكنت أظنّ الشيب ينهى عن الهوى … فلم ينهنى عنكم ولكن نهاكم
وأنشدنى أيضا لنفسه:
لا أكثر الشّكوى له فأطيلا … وكفى على حالى النّسيم دليلا
لمس الصّبا جسدى فألبسه الضّنى … فنسيمها يسرى إليه عليلا
أيصحّ جسمى والعهود سقيمة … وأقرّ إن عزم الخليط رحيلا
وأجيل طرفى فى الرّسوم شواخصا … وأرى ربوع الظّاعنين طلولا
وأرى الأهلّة والشّموس ولا أرى … أشباه بهجتها ضحى وأصيلا
وأروم بالظّبيات عنهم سلوة … وأرى العناق يفوت والتّقبيلا