للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ذكروا مجنون ليلى وأكثروا … وكلّ زمان فيه ليلى ومجنون

وقالوا سلا عن حبّه بعد ما غدا … له فى مقام الحبّ شان وتمكين

فأمّا غرامى فهو أمر محقّق … وأمّا سلوى فهو ظنّ وتخمين

أمثلى يسلو أو يبوح بسرّه … وفى قلبى المحزون سرّك مخزون

تصدّق بأدنى عطفة منك إنّنى … فقير وإن قصّرت عنّى فمسكين

ولست وإن طال البعاد بآيس … من القرب إنّ البعد بالقرب مقرون

وأنشدنى قصيدة مدح بها محمود بن الكويك الكارمىّ، وهو آخر شعر صنّفه، وتوفّى بعدها بأيام لطيفة، أوّلها:

تا لله يا أيّامنا بزرود (١) … إن كان يمكن أن تعودى عودى

ما كان أسرع ما ذهبت حميدة … والعيش منذ ذهبت غير حميد

وكان فى وقت شنّع النّاس بأنّ النّيل فى تلك السنة ما يطلع، وقد حصل للنّاس يأس، وامتنعوا عن العطاء له، وحصل له ضيق، فنظم قصيدة لقاضى قوص السّفطىّ (٢)، وكتب بها إليه، أوّلها:

نعم هى دار من تهوى يقينا … وما نخشاه ساكنها (٣) يقينا

أنيخوا فى معالمها المطايا … فديتكم لنشكو ما لقينا

فإنّ وقوفنا فيهنّ فرض … علينا ما بقين وما بقينا

ذكرنا حلو عيش مرّ غضّا (٤) … وما كنّا له يوما نسينا

وكاسات المسرّة دائرات … تحيّينا شمالا أو يمينا


(١) انظر الحاشية رقم ١ ص ٥٤٠.
(٢) هو إسماعيل بن موسى السابق ذكره.
(٣) فى ا و ج: «صاحبنا يقينا».
(٤) فى الوافى ١/ ٢٦٠: «مر فيها».

<<  <  ج: ص:  >  >>