للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألا إنّ الكلام فى علم الكلام صعب، فخشيت أن تقول شيئا غير جيّد فيحفظ عليك، ثمّ أعطانى شرح «الإرشاد» للمقترح (١) وملّكه لى.

وحكى لى أنّه تبسّم مرّة فى الدّرس وهو صبىّ، فقال له الشّيخ: يا صبىّ لا تكن تضحك فى الدّرس [قال] فقلت: ما ضحكت، فقال: «بلا بلاطة (٢)» أنا رأيتك، فقلت: يا سيّدى أنا أسمر وأسنانى بادية، يظهر أنّى ضحكت وما ضحكت، فتبسّم الشّيخ …

وآسى عليه بعض الطّلبة مرّة، بسبب أنّ الشّيخ [كان] عدّل جماعة من الطّلبة، فسأل ذلك أن يلحق بهم، فتوقف الشّيخ، فقال: سيّدنا لم لا عدّلتنى؟ ما بقى ممّن لا عدّلته [فى المدرسة] إلّا ثور المدرسة … فعزّ على الشّيخ، ومع ذلك فلم يؤاخذه.

وآسى آخر مرّة فى مجلس الحكم فحبسه ثمّ طلع إلى السّطح، فرقد على تخت- وتحته نطع- وكانت ليلة حارّة فتقلّب، ثمّ قام على السّطح وصاح من أعلى السّطح:

أبصروا لى فلانا، فأحضر إليه، فقال: اطلق فلانا من الحبس، فلمّا أصبح سألوه قال:

صعدت السّطح وتحتى نطع، فصرت أتقلّب من الحرّ، فقلت: كيف يكون حال ذلك الشّخص … ؟

وكان محسنا إلى الخلق، لمّا اشتغل عليه جماعة وانتهوا، أثبت عدالتهم، فبلغ ذلك الظّهير يحيى قاضى قوص، فلم يعجبه كونه لم يستأذنه، فبلغ ذلك الشّيخ/ فأخذهم وتوجّه [إلى قوص]، وحضر الدّرس عند القاضى، فبحث طلبة الشّيخ، فقال القاضى: يا سيّدنا هؤلاء الطّلبة جياد؟ فقال: هؤلاء طلبتى الذين ربّيتهم وعدّلتهم، وهم عدول بشهادة


(١) فى ج: «للمفرج» وهو تحريف، وفيما يتعلق بالشيخ المقترح- بالبناء للمفعول- انظر الحاشية رقم ٣ ص ٤٢٥، ولم يرد كتابه «شرح الإرشاد» فى كشف الظنون، وقد ذكر حاجى خليفة كتابين فى علم الكلام والجدل باسم «الإرشاد»، أحدهما للجوينى إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله المتوفى سنة ٤٧٨ هـ، والآخر لركن الدين أبى حامد محمد بن محمد السمرقندى الحنفى المتوفى سنة ٥١٥ هـ، انظر: كشف الظنون/ ٦٨ و ٦٩.
(٢) تعبير عامى قديم يقال لمن لا حياء عنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>