للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشرح مقدّمة (١) «المطرّز» فى النّحو، وكتب على الفرق بين «أو» و «أم»، والمواضع التى يحسن فيها «أم»، والتى تحسن فيها «أو»، وجعل الكلام فيه فى مطالب، وصنّف فى الأصول، وشرح مقدّمة فى أصول الدّين تصنيف شيخه مجد الدّين، وصنّف فى الفرائض والجبر والمقابلة والحساب والمنطق، وصنّف كتابا سمّاه «الأنباء المستطابة (٢) فى مناقب الصّحابة والقرابة»، وحكى الفقيه العدل [فخر الدّين] عبد الرّحيم (٣) / بن حريز الأسنائىّ: أنّه رأى النبىّ صلّى الله عليه وسلّم، والشّيخ بهاء الدّين بين يديه، يقرأ عليه من هذا الكتاب، والنبىّ صلّى الله عليه وسلّم يقول [له]: أحسنت أحسنت، وحكاه للشّيخ فسرّ به.

وحكى لى جماعة من الفقهاء أنّه كان يقول: كنت أحفظ عشرين علما، أنسيت بعضها لعدم المذاكرة.

وكان فيه حلم وسعة أخلاق؛ حكى لى صاحبنا علاء الدّين علىّ (٤) بن أحمد الاسفونىّ قال: حضر مرّة إنسان أعجمىّ إلى أسنا، يتكلم فى المعقولات، فجرى بينه وبين الشّيخ بحث، ثمّ قال العجمىّ للشّيخ: قال بعض الجبريّة: ولا يقال: ذو الجلال عاقل، بل يقال: عالم وفاعل، قال له: والعقل صفة كمال، فلم لا يجوز إطلاقه عليه تبارك وتعالى؟

قال لى علاء الدّين فقلت: أمّا ما يجوز (٥)، وشرعت أن أقول شيئا، فقال الشّيخ [لى] اسكت، فقال العجمىّ: فقل، فقلت شيئا، فقال: أحسنت على رغم أنف هذا الشّيخ، فلم يكلّمه [الشّيخ] كلمة، فلمّا قام دخل إلى بيته وطلبنى وقال: أنا ما قلت لك اسكت،


(١) قال الذهبى: هى لأبى عبد الله بن محمد بن على بن صالح السلمى المطرز المتوفى سنة ٤٥٦ هـ؛ انظر: كشف الظنون/ ١٨٠٤.
(٢) ذكره حاجى خليفة؛ انظر: كشف الظنون/ ١٧١.
(٣) هو عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن حريز، انظر ترجمته ص ٣٠٤.
(٤) هو على بن أحمد بن الحسين، انظر ترجمته ص ٣٦٥.
(٥) كذا فى س و ا، وفى بقية الأصول: «أنا لا ما يجوز».

<<  <  ج: ص:  >  >>