للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان لمّا تجرّد توجّه إلى شيخه عبد الرزّاق، فصحبه ودرّت عليه الأرزاق/ فجاد فى الإنفاق، ولم يخش الإملاق، وتفجّرت من قلبه ينابيع الحكمة والإشراق، ثمّ عاد إلى وطنه وأهله، وربّما زكا الفرع على أصله، والمواهب الإلهيّة لا تحصر، والمعارف الربانيّة ليست على شخص تقصر، وقد تخرّج عليه وخرج من بين يديه سادات وأكابر، نطقت بمناقبهم ألسنة الأقلام وأفواه المحابر، ممّن له فضل بارع، وباع فى الكرامات واسع، كالشّيخ علىّ من أهل أدفو، والشّيخ علىّ بن بدران، والشّيخ شمّاس السّفطىّ، والشّيخ إبراهيم الفاوىّ، والبرهان الكبير، والبدر الدّمشقىّ، والشّيخ مفرّج (١) ونظرائهم.

حكى الشّيخ عبد الغفّار (٢) بن نوح فى كتابه أنّ الشّيخ كان مشارف الدّيوان، ثمّ تجرّد وصحب الشّيخ عبد الرزّاق تلميذ الشّيخ أبى مدين (٣)، فحصل له من الخير ما حصل، وذكر الشّيخ الصفىّ بن أبى المنصور أنّه صحب الشّيخ عبد الرّحيم (٤)، والشّيخ «حبيب» العجمىّ، والشّيخ عبد الرزّاق.

قال عبد الغفّار: حكى لى الشّيخ أبو زكريّا يحيى ابن القاضى إسماعيل اليمنىّ، وهو ثقة وكان أبى يقبل شهادته والنّفس تركن إليه، قال: كنت أجئ إلى الشّيخ أبى الحجّاج فى بعض الأوقات، فأجده يتكلم وحده، وما عنده أحد، فربّما سألته فيقول: إنّ أحد الجنّ المؤمنين كان عندى.

قال: وأخبرنى الشّيخ أبو الطّاهر إسماعيل ابن الشّيخ أبى الحجّاج، قال: كان


(١) انظر ترجمته فى الطالع ص ٦٤٨.
(٢) هو عبد الغفار بن أحمد بن عبد المجيد، انظر ترجمته ص ٣٢٣.
(٣) انظر الحاشية رقم ١ ص ٦٤١.
(٤) هو عبد الرحيم بن أحمد بن حجون، انظر ترجمته ص ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>