للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فى سماعه وكان يصيح: يا حبيب يا حبيب، وخرجنا نودّعه، فمشى خطوات وهو يصيح:

يا حبيب يا حبيب ..

وكراماته يضعف عن وصفها اللسان، ويعجز عن رصفها البنان، وقد صنّف فيها بعضهم ما يشفى الغليل، [ويبرئ العليل].

وليس يصحّ فى الأذهان شئ … إذا احتاج النّهار إلى دليل

لكن جهّال أتباعه قد أطنبوا فى أمره، ورفعوه فوق قدره، وظنّوا أنّ ذلك من برّه، فجعلوا له معراجا، ودعوا النّاس إلى سماعه فجاءوا أفواجا، وادّعوا أنّه فى ليلة النّصف من شعبان عرج به إلى السّماء، فتلقّى من ربّه الأسماء، واتخذوه فى الصّعيد، فى كلّ سنة كالعيد، تأتى إليه الخلائق من العوالى، ويبذل فيه العزيز الغالى، وتحضر أصحاب السّيوف، والشّبابات والدّفوف، وتختلط الرجال بالنّسوان، وتجتمع فيه الشّباب والمردان، وهى من الأمور الفظيعة، والبدع الشنيعة، [و] الشّيخ بعيد عنها، ومحاشى منها، وله من المناقب ما يكفيه، ومن المآثر ما ينطق المرء فيه بملء فيه.

قال الشّيخ عبد الغفّار: وكان/ مشهورا بالعلم والرّواية، وله كلام يشهد له بالمعرفة والدّراية.

توفّى رحمه الله [تعالى] ونفع ببركته فى شهر رجب سنة اثنين وأربعين وستّمائة، وله قبر مشهور بالأقصر يزار، وإن بعد على الزّائر المزار، ويرجى أن تحطّ عنه الأوزار، زرته غير مرّة، وعدت إليه كرّة بعد كرّة، نفع الله به (١).


(١) جاء فى آخر هذه الترجمة فى النسخة التيمورية ما نصه:
حاشية:
رأيت فى الورقة الأولى من شرح المنهاج للأسنوى بخط أحد العلماء هذه الأبيات، قال: ونسبها للشيخ أبى الحجاج المذكور:
ولقد رأيت جماعة فى عصرنا … قد كنت أحسبهم على سنن السلف
فبلوتهم وخبرتهم وعرفتهم … فوجدت خلفا ما بجملتهم خلف
فنفضت كفى من تعاهد وصلهم … من رام وصلهم فقد رام التلف
ورأيت أسباب السلامة كلها … فى رميهم خلفا لظهر ثم كف

<<  <  ج: ص:  >  >>