للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاهرة، وكان قد ولى القضاء شيخنا بدر الدّين محمد ابن جماعة الكنانىّ، فلمّا أعيد قاضى قوص إليها- وهو القاضى زين الدّين أبو الطّاهر إسماعيل (١) بن موسى السّفطىّ- ذكر لقاضى القضاة أمر قاضى أسنا، جمال الدّين يوسف المذكور، فرسم أن يعاد إليها فامتنع، وقال قاضى القضاة: لا بدّ من ذلك، وإلّا تطمع فراعنة البلاد ويؤدى إلى هضم جانب الشّرع، فاستعفى جمال الدّين/ من ذلك، فولّى أسوان فى سنة اثنين وسبعمائة.

ثمّ فى سنة عشرة أعيد إلى أسنا، وأقام مدّة لطيفة ثمّ أعيد إلى أسوان، وأضيف إليه تدريس المدرسة «البانياسيّة»، واستمرّ حاكما بها ومدرّسا إلى حين وفاته.

ولمّا أضيفت إليه أدفو إلى أسنا فى سنة إحدى وسبعمائة، وكنت قد قرأت على قاضيها شمس الدّين محمد بن عبد العليم الأرمنتىّ من كتاب «التّنبيه (٢)» إلى الأقضية، فكمّلت بقيّته على جمال الدّين يوسف المذكور، وأحسن إلىّ، وكنت تحت الحجر، فزادنى فى النّفقة [فى الفضّة] والغلّة، وأشار علىّ بالتوجّه إلى قوص، فتوجّهت إليها وأقمت بها سنين، وحصل خير، فجزاه الله عنّى خير الجزاء.

وكان شديد البأس، صاحب همّة وهيبة، وله بأسوان آثار حسنة، وكان لطيفا منشرح النّفس، كثير الإحسان إلى معارفه مقصودا.

توفّى يوم الأربعاء رابع ربيع الأوّل سنة أربع وعشرين وسبعمائة، ودفن بجبل الفتح، مجاور الشّيخ «فتح».

وخلفه ابنه شرف الدّين فى وظائفه ومناصبه.


(١) انظر ترجمته ص ١٦٧.
(٢) انظر الحاشية رقم ٢ ص ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>