للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لجبريل عليه السلام: أمّا إليك فلا لانه غابت نفسه باللهِ، فلم ير مع الله غير الله، وكان ذهابه بالله من الله إلى الله بلا واسطة، وهو من عاليات التوحيد وإظهار القدرة لنبيه إبراهيم عليه السلام.

[١٢٣٥] وبإسناده قال سمعت النهرجوري يقول: التوكل يصح على حالين: أحدهما تركه الأسباب على الله والصبر تحت الأحكام عند فقد الأسباب، [والثاني] الرجوع إلى الله بطلب السكون إليه حتى يقع السكون.

[١٢٣٦] وبإسناده قال سمعمت أبا يعقوب النهرجوري يقول: أدنى التوكل ترك الاختيار.

قال: ولا يتوكل على الله إلا من عرف بالولاية والكلاءة والكفاية، فلا تتعرضوا لأهل التوكل فإنهم صفوة الله وخاصته، استضافوه فأضافهم، ونزلوا عليه فأحسن نزلهم، وتوكلوا عليه فكفاهم فهم أغنياء بفقرهم، وغيرهم فقراء بغناهم، فمن أنكر التوكل على الله نسب إلى قلة العلم.

[١٢٣٧] أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا علي بن أبي مريم، عن موسى بن عيسى، قال: لما اجتمع حذيفة المرعشي وسليمان الخواص، ويوسف بن أسباط فتذاكروا الفقر والغنى، وسليمان ساكت فقال بعضهم الغني من كان له بيت يكنه، وثوب يستره، وسداد من عيش يكفه عن فضول الدنيا.

وقال بعضهم: الغني من لم يحتج إلى الناس.

فقيل لسليمان ما تقول أنت يا أبا أيوب؟ فبكى ثم قال: رأيت جوامع الغنى في


[١٢٣٧] علي بن أبي مريم، لم أعرفه.
• حذيفة بن قتادة المرعشي أحد الأولياء، صحب سفيان الثوري، وروى عنه.
راجع ترجمته في "الحلية" (٨/ ٢٦٧)، "صفة الصفوة" لابن الجوزي (٤/ ٢٦٨ - ٢٦٩)، "السير" (٩/ ٢٨٣).
• سليمان الخواص. من العابدين الكبار بالشام. كان يحضر مجلس الأوزاعي راجع "الحلية" (٨/ ٢٧٦ - ٢٧٧)، "السير" (٨/ ١٧٨ - ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>