للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التوكل، ورأيت جوامع الشر في القنوط، والغني حق الغنى من أسكن قلبه إلى الله من غناه يقينًا، ومن معرفته توكلًا ومن عطائه وقسمته رضا، فكذلك الغني حق الغنى وإن أمسى طاويًا وأصبح معوزًا. فبكى القوم جميعًا من كلامه.

[١٢٣٨] أخبرنا أبو عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا محمد بن إسماعيل الأصبهاني قال سمعت أبا تراب يقول سمعت حاتما الأصم يقول سمعت شقيقا البلخي يقول: لكل واحد مقام فمتوكل على ماله، ومتوكل على نفسه، ومتوكل على لسانه، ومتوكل على سيفه، ومتوك على سلطنته، ومتوكل على الله عزّ وجلّ فأما المتوكل على الله عز وجلّ فقد وجد الاستروأح نوه الله به، ورفع قدره وقال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (١).

وأما من كان مستروحًا إلى غيره يوشك أن ينقطع به فيشقى.

[١٢٣٩] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال سئل الأستاذ أبو سهل محمد بن سليمان عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: "ماذا أبقيت لنفسك"؟

قال: الله ورسوله.

قال: هو التجريد لله بالكلية، وإدخال الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيه لمكان الإيمان وحقيقة التعلق بالسبب في الوصول إلى المسبب الأعلى أن عليه انقطاعه فإذا كمل توكل المتوكل وتحقق فيه أخبر إن شاء عن السبب وإن شاء عن المسبب لأن الكل عنده واحد لتعلق الفروع في الكل بالأصل.

[١٢٤٠] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا ابن أبي عمر قال قال سفيان قال أبو حازم: وجدت الدنيا


(١) سورة الفرقان (٢٥/ ٥٨).

[١٢٤٠] ابن أبي عمر هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدنى نزيل مكة (م ٢٤٣ هـ). صدوق، صنف المسند، وكان لازم ابن عيينة. لكن قال أبو حاتم: كانت فيه غفلة. من العاشرة (م ت س ق). وفي (ن) "إبراهيم بن أبي عمر".
• سفيان هو ابن عيينة.
والخبر أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (١/ ٦٧٩ - ٦٨٠) وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٢٣٢).
وذكره الذهبي في "السير" (٦/ ١٠٠) في ترجمة أبي حازم.

<<  <  ج: ص:  >  >>