"لكل حال عنده عتاد" قال أبو عبيد: يعني عُدّة، وقد أعد له. "لا يوطن الأماكن" قال أبو عبيد: أي لا يجعل لنفسه موضعا يعرف. إنما يجلس حيث يمكنه في الموضع الذي يكون فيه حاجته لنفسه، ثم فسره، فقال: يجلس حيث ينتهي به المجلس، ومنه حديثه - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى أن يُوطن الرجلُ المكان في المسجد، كما يُوطن البعيرُ. رواه أبو داود (١/ ٥٣٨ رقم ٨٦٢) والنسائي (٢/ ١٦٩) وابن ماجه (١/ ٤٥٩ رقم ١٤٢٩) والدارمي (ص ٣٠٣) وأحمد (٣/ ٤٢٨، ٤٤٤) وابن خزيمة (١/ ٣٣١) وابن حبان (١٣٠ رقم ٤٧٦) والحاكم (١/ ٢٢٩) وابن أبي شيبة (١/ ٢٥٨). "لا توبن فيه الحرم" أي لا تقترف فيه المحرمات. وقال أبو عبيد: لا يوصف فيه النساء. "لا تنثى فلتاته" أي لا يتحدث بهفوة أو زلّة إن كانت في مجلسه من بعض القوم. يقال نثوت الحديث فأنا أنثوه: إذا أذعته، والفلتات جمع فلتة وهو ها هنا: الزلة والسقطة. وقال أبو عبيد: وهذه الهاء التي في "فلتاته" راجعة على المجلس. ويقال أيضًا: لم يكن لمجلسه فلتات يحتاج أحد أن يحكيها.