للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن الحسن الشيباني أبو جعفر، حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي، حدثنا يحيى بن بريد، ومحمد بن الفضل الخراساني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحِبُّوا العربَ لثلاث: لأنّي عربي، والقرأنَ عربي وكلامَ أهل الجنّة عربي" قال الحليمي (١) رحمه الله: وإذا تتبع ما في كتبه، ومحاوراته من الألفاظ الجزلة وجدت كثيرة فمنها: كتابه الذي كتبه لوائل بن حجر الحضرمي:

من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الأقيال العباهلة من أهل حضرموت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة على التيعة شاة والتيمة لصاحبها، و في السيوب الخمس، لا خلاط، ولا وراط، ولا شناق، ولا شغار، ومن أجبى فقد أربى، وكل مسكر حرام.


= وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٤١) وتعقبه السيوطي في "اللَالئ" (١/ ٤٤٢) فلم يصنع شيئًا. وانظر "تنزيه الشريعة" (٢/ ٢٠٩).
وذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" (١٦٠) وقال موضوع، وله ثلاث علل:
الأولى: العلاء بن عمرو وهو متروك.
الثانية:- يحيى بن بريد وهو متهم.
الثالثة: عنعة ابن جريج فإنه كان مدلسا، قال أحمد: بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها: يعني قوله "أُخبرت"، وحُدثت عن فلان. راجع "الميزان" (٢/ ٦٥٩).
ثم قال الشيخ الألباني:
"ومما يدل على بطلان نسبة هذا الحديث إليه - صلى الله عليه وسلم - أن فيه افتخاره - صلى الله عليه وسلم - بعروبته، وهذا شيء غريب في الشرع الإسلامي لا يلتئم مع قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (سورة الحجرات ٤٩/ ١٣).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا فضل لعربي على عجمي … إلا بالتقوى". رواه أحمد (٥/ ٤١١) بسند صحيح كما قال ابن تيمية في "الاقتضاء" (ص ٦٩): ولا مع نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن الافتخار بالآباء، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجلّ أذهب عنكم عُبية الجاهلية وفخرها بالآباء، الناس بنو آدم، وآدم من تراب. مؤمن تقي وفاجر شقي، لينتهين أقوام يفتخرون برجال، إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأفواهها".
رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه ابن تيمية (ص ٣٥، ٦٩).
فإذا كانت هذه توجيهاته غشيرو لأمته، فكيف يعقل أن يخالفهم إلى ما نهاهم عنه؟.
(١) "المنهاج" (٢/ ٧٧ - ٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>