للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحليمي (١) رحمه الله تعالى: وهذا على (٢) أن الطاعات في الإيمان إيمان وأن المعاصي في الكفر كفر، فإذا أسلم الكافر أحبط إسلامه كفره فإن أحسن في الإسلام أحبط طاعته تلك العاصي التي قدمها في حال كفره وإن لم يحسن في الإسلام بقيت تلك العاصي بحالها لم يجد ما يحبطها فأخذ بإساءته في الإسلام وفيما قبله؟ وبسط الكلام في شرح ذلك ولا يلزم على هذا إلزامه قضاء ما ترك من صوم وصلاة لأنه إن صام وصلى بعد ما أسلم سقط عنه ما ترك في الكفر بدلالة الحديث، وإن لم يصل ولم يصم أمر بهما وحمله على ذلك حمل له على ما إذا فعله سقط عنه ما مضى.

[٢٤] أخبرنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة


= كتاب "السنة" لعبد العزيز بن جعفر وهو من رءوس الحنابلة ما يدفع دعوة الخطابي وابن بطال الإجماع الذي نقلاه، وهو ما نقل عن الميموني عن أحمد أنه قال: بلغني أن أبا حنيفة يقول: إن من أسلم لا يؤاخذ بما كان في الجاهلية، ثم رد عليه بحديث ابن مسعود ففيه أن الذنوب التي كان الكافر يفعلها في جاهليته إذا أصر عليها في الإسلام، فإنه يؤاخذ بها لأنه بإصراره لا يكون تاب منها، وإنما تاب من الكفر فلا يسقط عنه ذنب تلك المعصية لإصراره عليها، والي هذا ذهب الحليمي من الشافعية. وتأول بعض الحنابلة قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} على أن المراد ما سلف مما انتهوا عنه. قال: والاختلاف في المسألة مبني على أن التوبة هي الندم على الذنب مع الإقلاع عنه والعزم على عدم العود إليه. والكافر إذا تاب من الكفر ولم يعزم على عدم العود إلى الفاحشة لا يكون تائبًا منها فلا تسقط عنه المطالبة بها.
والجواب عن الجمهور أن هذا خاص بالمسلم، وأما الكافر فإنه يكون بإسلامه كيوم ولدته أمه، والأخبار دالة على ذلك، كحديث أسامة و أنكر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل الذي قال لا إله إلا الله حتى قال في آخره: حتى تمنيت أنني كنت أسلمت يومئذ، انتهى كلام الحافظ ملخصاً، راجع فتح الباري (١٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧).
قلت: كلام الحليمي يدل على أنه يذهب إلى أنه لا بد لمحو السيئات من عمل الحسنات، فالذي أسلم ولم يعمل حسنة، تبقى سيئاته لأنه لم يوجد ما يمحوها، فتأمل.
(١) راجع "المنهاج" (١/ ٥٠ - ٥٢).
(٢) وفي (ن) "وعلى هذا".

[٢٤] إسناده: فيه من لم أعرف حاله ومعظم رجاله رجال الصحيح.
• كامل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر العزايمي، النيسابوري، أبو جعفر (٤٠٥ هـ) مشهور، حافظ، بارع في الروايهَ، كثير الشيوخ والسماع والاستملاء، له معرفة بالنحو،=

<<  <  ج: ص:  >  >>