للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فاخرجوه فيخرجون منها حمما قد امتحشوا ويلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل ألم تروها ثخرج صفراء ملتوية". هذا لفظ حديث ابن وهب (١). رواه البخاري (٢) في الصحيح، عن ابن أبي أويس ورواه مسلم (٣)، عن هارون بن سعيد.

قال الحليمي (٤) رحمه الله تعالى. ووجه هذأ أن يكون في قلب واحد توحيده ليس معه خوف غالب على القلب فيردع (٥) ولا رجاء حاضر له فيطمع بل يكون صاحبه ساهيا قد أذهلته الدنيا عن الآخرة، فانه إذا كان بهذه الصفة (٦) انفرد التوحيد في قلبه عن قرائنه (٧) التي لوكانت لكانت أبوابا من الإيمان تتكثر بالتوحيد ويتكثر التوحيد بها، إذ (٨) كانت تصديقا والتصديق من وجه واحد أضعف من التصديق من وجوه كثيرة، فإذا كانت ذلك خف وزنه داذا تتابعت شهاداته ثقل وزنه.


= السيل. وفي رواية أخرى "حمئة السيل" (بالحاء والميم والهمزة ثم هاء) وهو ما تغير لونه من الطين وخص بالذكر لأنه يقع فيه النبت غالبا. قال ابن أبي جمرة: فيه إشارة إلى سرعة نباتهم، لأن الحبة أسرع في النبات من غيرها، وفي السيل أسرع لما يجتمع فيه من الطين الرخو الحادث مع الماء مع ما خالطه من حرارة الزبل المجذوب معه. راجع "فتح الباري" (١١/ ٤٥٨).
(١) في المطبوعة "وهيب".
(٢) في الإيمان (١/ ١١) ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (٢/ ٤٠٥ رقم ٨٤٢).
(٣) في الإيمان (١/ ١٧٢)، وأخرجه هو والبخاري في "الرقاق" (٧/ ٣٠٢) وفي "التوحيد" (٨/ ١٨١ - ١٨٥) من طرق أخرى. كما أخرجه أحمد (٣/ ٥٦). وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان من طريق عبد الله بن وهب (٣/ ٧٨٤ رقم ٨٢٠) ومن طريق ابن أبي أويس (رقم ٨٢١) عن مالك، ومن طرق أخرى عن يحيي بن عمرو به (٣/ ٧٨٥ - ٧٨٦) والبغوي في "شرح السنة" (١٥/ ١٩٠) ومن طريق الفضل بن محمد الشعراني. وأبو نعيم في الحلية عن سليمان بن أحمد- وهو الطبراني- حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا إسماعيل به، وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك تفرد به إسماعيل وعبد الله بن وهب (٦/ ٣٥٠).
(٤) راجع "المنهاج" (١/ ١٠٧ وما بعدها).
(٥) كذا في الأصل. وردعه عن الأمر: كفه. وفي (ن) والمطبوعة "فنروع" وراعه الأمر: أفزعه.
(٦) سقطت كلمة "الصفة" من الأصل.
(٧) في المطبوعة "قرابته التي لو كانت لكلمت".
(٨) في الأصل. و (ن) "إذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>