للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وياتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار". فهذا إنما احتج به من قال بإحباط السيئة الحسنة.

ووجهه عندي والله أعلم: أنه يعطى خصماؤه من أجر حسناته ما يوازي عقوبة سيئاته فإن فنيت حسناته أي (١) أجر حسناته الذي (٢) قوبل بعقوبة سيئاته أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار حتى يعذب بها إن لم يغفر له حتى إذا انتهت عقوبة تلك الخطايا رد إلى الجنة بما كتب له من الخلود ولا يعطي خصماؤه ما زاد من الأجر على ما قابل عقوبة سيئاته لأن ذلك فضل من الله تعالى يخص به مو وافى القيامة مؤمنا والله تعالى أعلم.

[٣٤] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا يحيي بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن


(١) في (ن) و المطبوعة "يعني".
(٢) في (ن) والمطبوعة "التي".

[٣٤] إسناده: رجاله ثقات.
• أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل، البغدادي المعروف بالنجاد (بالنون وتشديد الجيمِ في أخره دال)، توفي سنة ٣٤٨ و كان صدوقاً، عارفًا، عابدَا، جمع المسند، وصنف ديوانًا كبيرًا في السنن، راجع "السير" (١٥/ ٥٠٢ - ٥٠٤)، "تاريخ بغداد" (٤/ ١٨٩ - ١٩١)، "التذكرة" (٣/ ٨٦٨)، "الوافي بالو فيات" (٦/ ٤٠٠)، "شذرات" (٢/ ٣٧٦) - وفي الأصول "أحمد بن سليمان" وهو خطأ.
• الليث = هو ابن سعد الإمام.
• عقيل (بالضم مصغرًا) بن خالد بن عقيل (بالفتح مكبرًا) الأيلي، أبوخالد (م ١١٤ هـ)، ثقة، ثبت، من السادسة (ع).
• الزهري= محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي، أبو بكر (م ١٢٥ هـ)، الفقيه، الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، من رءوس الطبقة الرابعة (ع).
• أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، المدني (م ٩٤ هـ)، قيل اسمه محمد، وقيل أبو بكر اسمه وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل اسمه كنيته، ثقة، فقيه، عابد، من الثالثة (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>