للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحفظ والعطاء والمنع والاختصاص به، عن الغير.

[٧] "العزيز" وله معان: منها: أنه لا يرام، ومنها: أنه لا يخالف في المراد، ومنها: أنه لا يخوف بالتهديد، ومنها: أنه لا يحط عن المنزلة، ومنها: أنه يعذب من أراد، ومنها: أنه ملجا الهاربين، ومنها: أن إليه مطالب المريدين، ومنها: أن عليه طريق المارقين (١)، ومنها أن عليه ثواب العاملين، ومنها: أنه لا يوجد له مثل وأنه لا يحد بحد وأنه لا يصح عليه نقص.

[٨] "الجبار" وله معان: منها: أنه لا يحنو عند التعذيب ولا يشفق عند البذل إذا


= أو فعل. وقيل: المهيمن: الرقيب على الشئ والحافظ له، (شأن الدعاء ٤٦). وقال الحليمي في "المنهاج" (١/ ٢٥٢ - ٢٠٣): "معناه لا ينقص للمطيعين يوم الحساب من طاعاتهم شيئاً فلا يثيبهم عليه، لأن الثواب لا يعجزه، ولا هو مستكره عليه، فيضطر إلى كتمان بعض الأعمال أو جحدها، وليس ببخيل فيحمله استكثار الثواب إذا كثرت الأعمال على كتمان بعضها، ولا يلحقه نقص بما يثيب، فيحبس بعضه، لأنه ليس منتفعاً بملكه حتى إذا نفع غيره به، زال انتفاعه بنفسه. وكما لا ينقص الطيع من حسناته شيئاً، لا يزيد العصاة على ما اجترحوه من السيئات شيئاً، فيزيدهم عقاباً على ما استحقوه، لأن واحدا من الكذب والظلم غير جائز عليه. وقد سمى عقوبة أهل النار جزاء، فما لم يقابل منها ذنباً، لم يكن جزاء، ولم يكن وفاقاً، فدل ذلك على أنه لا يفعله". وراجع "الأسماء والصفات" (٨٤ - ٨٥) و"الاعتقاد" (ص ٢١).

[٧] "العزيز" وقد ورد كاسم لله في ٨٨ موضعاً. وقال الحليمي في معناه: الذي لا يوصل إليه، ولا يمكن إدخال مكروه عليه، فإن العزيز في لسان العرب من العزة وهي الصلابة، فإذا قيل لله "العزبز" فإنما يراد به الاعتراف بالقدم الذي لا يتهيأ معه لغيره عما لم يزل عليه من القدرة والقوة، وذلك عائد إلى تنزيهه عما يجوز على المصنوعين لاعتراضهم بالحدوث في أنفسهم للحوادث أن تصيبهم وتغيرهم. وقال الخطابي: "العزيز" هو المنيع الذي لا يغلب، والعز قد يكون بمعنى الغلبة ويقال منه: عز يعز- بضم العين من يعز- وقد يكون بمعنى الشدة والقوة، ويقال منه: عز يعز- بفتح العين- وقد يكون بمعنى نفاسة القدر ويقال منه: عز الشيء يعز- بكسر العن- فيتناول معنى العزيز على هذا: أنه لا يعادله شيء، وأنه لا مثيل له. والله أعلم. "شأن الدعاء" (٤٧ - ٤٨) راجع "الأسماء والصفات" (٥١) وانظر "المنهاج" (١/ ١٩٥ - ١٩٦) وقال في "الاعتقاد" (٢١): هو من صفات الذات. وقال الحافظ ابن حجر: والعزة يحتمل أن تكون صفة ذات بمعنى القدرة والعظمة، وأن تكون صفة فعل بمعنى القهر لمخلوقاته، والغلبة لهم. ولذلك صحت إضافة اسمه إليها. (فتح الباري ١٣/ ٣٦٩). وانظر "لسان العرب " "عزز".
(١) كذا في النسخ، ولعله "العارفين".

[٨] ورد في القرآن لله تبارك وتعالى مرة في سورة الحشر (٥٩/ ٢٣). وذكره المؤلف في "الأسماء والصفات" تبعاً للحليمي مرة في باب "ذكر الأسماء التي تتبع إثبات الإبداع والاختراع له" =

<<  <  ج: ص:  >  >>