للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أعطى أعطى عن سعة، وإذا منع منع عن قدرة. ومنها: أنه لا يكترث بالناكبين، ولا يفرح بالمخلصين، ومنها: أنه لا يتمنى مالا يكون، ولا يتلهف على ما لم يكن، ومنها: أنه لا يناقش في الفعل ولا يطالب بالعلة ولا يحجر عليه في مقدوره وأنه لا يجب عليه شيء بتة وأنه يذل عند عزته الأعزاء ويشرف (١) عند تقريبه الأذلاء.

[٩] "المتكبر"، وله معان: منها أنه لا مقدار لشيء عنده، ومنها: أنه لا يؤثر فيه اللوم ولا يصح فيه العقاب، ومنها: أنه لا يخلق للنفع ولا يخترع للدفع وأنه لا يتوجه


= ونقل عن الحليمي أنه يكون هذا إذا كان من الجبر الذي هو نظير الإكراه، لأنه يدخل فيه إحداث شيء عن عدم، فإنه إذا أراد وجوده كان، ولم يتخلف كونه عن حال إرادته، ولم يمكن فيه غير ذلك، فيكون فعله له كالجبر إذ الجبر طريق إلى دفع الامتناع عن المراد، فإذا كان ما يريده الباري- جل ثناؤه- لا يمتنع عليه فذلك في الصورة جبر. (ص ٤٨). ثم ذكره في باب "ذكر الأسماء التي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه" وقال: إن هذا يكون في قول من جعل ذلك من "جبر الكسر" أي المصلح لأحوال عباده، والجابر لها، والمخرج لهم مما يسوءهم إلى ما يسرهم، ومما يضرهم إلى ما ينفعهم. (ص ٨٧). وقال أبوسليمان الخطابي في معناه: "الجبار" الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه. ويقال: هو الذي جبر مفاقر الخلق، وكفاهم أسباب المعيشة والرزق. ويقال: بل "الجبار": العالي فوق خلقه. "شأن الدعاء" (٤٨) راجع "الأسماء والصفات" (٤٨) و"المنهاج" (١/ ١٩٥، ١/ ٢٠٣ - ٢٠٤). وقال في "الاعتقاد" (٢١): هو الذي لا تناله الأيدي، ولا يجري في ملكه غير ما أراد. وهو من الصفات التي يستحقها بذاته.
وقل: هو الذي جبر الخلق على ما أراد، وقل: هو الذي جبر مفاقر الخلق، وهو على هذا المعنى من صفات فعله.
(١) في (ن) و المطبوعة "بشروا".

[٩] "المتكبر" ورد في القرآن لله- جل ثناؤه- مرة واحدة في سورة الحشر (٥٩/ ٢٣)، وقال الحليمي في معناه: هو المكلم عباده وحياً، وعلى ألسنة الرسل- يعني في الدنيا- قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} (الشورى ٤٢/ ٥١). وقال الخطابي: هو المتعاليَ عن صفات الخلق. ويقال: هَو الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة، فيقصمهم، والتاء في "التكبر" تاء التفرد والتخصص بالكبر، لا تاء التعاطي والتكلف، والكبر لا يليق باحد من المخلوقين، وإنما سمة العبيد: الخشوع والتذلل. وقيل إن "المتكبر" من الكبرياء الذي هو عظمة الله تعالى، لا من الكبر الذي هو مذموم عند الخلق. (شأن الدعاء ٤٨ - ٤٩). وراجع "الأسماء والصفات" (٩٣ - ٩٤) و"المنهاج" (١/ ٢٠٥). وفي "الاعتقاد" (٢١): هذه صفة يستحقها بذاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>