للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه المنة بالطاعة والعبادة ولا يلزمه الثواب عن المتابعة، وأنه لا يشرف بالاتباع ولا ينحط بالاعتداء وأنه لا يأمر لفائدة ولا ينهى لعائدة.

[١٠] "العلي" وله معان: منها: أنه عليٌّ عن المالك والَامر والناهي"التهديد والرسم والمنع والإيجاب، ومنها: أنه عليُّ عن الحاجة إلى الخلائق والخلق. ومنها: أنه لا يسأل عما يفعل ولا يحاسب على ما يقبض.

[١١] "العظيم" وله معان: منها: أنه يستحيل عليه التحديد والمساحة، ومنها: نفي الكثافة والرقة، ومنها: وجوب التذلل (١) والخضوع عند الطاعة.


[١٠] "العلي" ورد في القرآن في صفة الله تعالى مرات، وقال الحليمي في معناه: هو الذي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلو مشتركاً بينه وبينه. ولكنه العلي بالإطلاق."المنهاج" (١/ ١٩٠) وانظر "الأسماء والصفات" (٣١). وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (٦٦). العلي: هو العالي القاهر، فعيل بمعنى فاعل، كالقدير والقادر، والعليم والعالم، وقد يكون ذلك من العلو الذي هو مصدر على يعلو فهو عال. كقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه ٢٠/ ٥). ويكون ذلك من علاء المجد والشرف يقال منه على يعلى علاء ويكون معناه: الذي على وجل أن تلحقه صفات الخلق، أو تكيفه أوهامهم، وفي "الاعتقاد" (٢٣): هو العالي القاهر. وقيل: هو الذي علا وجل من أن يلحقه صفات الخلق، وهذه صفة يستحقها بذاته. وذكر الراغب في "مفرداته" (٣٥٧) أن علا يعلو علوًّا فهو عال، وعلي يعلى فهو علي فعلا في الأمكنة والأجسام، وعلي (بالكسر) في القدر والمنزلة. وقيل: علا يقال في المحمود والمذموم، وعلي لا يقال إلا في المحمود وإذا وصف به الله تعالى فمعناه: يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين.

[١١] "العظيم" ورد خمس مرات في القرآن لله تعالى. وقال الحليمي في معناه: إنه الذي لا يمكن الامتناع عليه بالإطلاق لأن عظيم القوم إنما يكون مالك أمورهم، الذي لا يقدرون على مقاومته ومخالفة أمره، إلا أنه- وإن كان كذلك ماهيته- فقد يلحقه العجز بافات تدخل عليه فيما بيده، فيوهنه ويضعفه حتى يستطاع مقاومته، بل قهره وإبطاله، والله تعالى- جل ثناؤه - قادر لا يعجزه شيء ولا يمكن أن يعصى كرهًا، أو يخالف أمره قهراً. فهو العظيم إذا حقاً وصدقًا، وكان هذا الاسم لمن دونه مجازاً. (المنهاج ١/ ١٩٥). وقال الخطابي: العظيم هو ذو العظمة والجلال، ومعناه ينصرف إلى عظم الشأن وجلالة القدر، دون العظيم الذي هو من نعوت الأجسام لما يوجد فيها من زيادة الأجزاء، ويقال للرجل السيد: هو عظيم قومه. "شأن الدعاء" (٦٤ - ٦٥) وراجع "الأسماء والصفات" (٥٠ - ٥١). وفي "الاعتقاد" (٢٣) هو المستحق لأوصاف العلو، والرفقة، والجلال، والعظمة، والتقديس من كل آفة. وهو من الصفات التي يستحقها بذاته.
(١) ونب المطبوعة "التذليل".

<<  <  ج: ص:  >  >>