للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٢] "الجليل" وله معان: منها: أنه يجل عن أن يجوز عليه ما دل على الحدوث؛

ومنها: أنه يجب الانقياد له، ومنها: أنه لا يجل إلا من رفعه.

[١٣] "الكبير" وله معان: وهي أنه لا يقع عليه المقدار والتقدير ولا يرد عليه في التدبير ولا يخالف في الأمور.

[١٤] "الحميد" وله معان: محمودة، وله صفات المدح والكمال.


[١٢] "الجليل" و لم يرد في القرآن ضمن أسماء الله تعالى، وورد به الأثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في خبر الأسامي. وجاء في الكتاب {ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرحمن ٥٥/ ٢٧). ومعناه: المستحق للأمر والنهي، فإن جلال الواحد فيما بين الناس إنما يظهر بان يكون له على غيره أمر نافذ لا يجد من طاعته فيه بدّاً. فإذا كان من حق الباري- جل ثناؤه- على من أبدعه أن يكون أمره عليه نافذًا، وطاعته له لازمة، وجب له اسم "الجليل" حقا، وكان لمن عرفه أن يدعوه بهذا الاسم، وبما يجري مجراه، ويؤدي معناه. وقال الخطابي: هو من الجلال والعظمة، ومعناه منصرف إلى جلال القدر، وعظم الشأن، فهو الجليل الذي يصغر دونه على جليل، ويتضع معه كل رفيع. "شأن الدعاء" (٧٠) وانظر "الأسماء والصفات" (٣٩ - ٤٠) و"المنهاج" (١/ ١٩٢). وفي" الاعتقاد" (٢٣ - ٢٤): هذه صفة يستحقها بذاته. وقال الراغب في "مفرداته" (٩٢): الجلالة: عظم القدر، والجلال (بغير الهاء): التناهي في ذلك. وخص بوصف الله تعالى فقيل "ذو الجلاو والإكرام" ولم يستعمل في غيره. و"الجليل ": العظيم القدر، ووصفه تعالى بذلك إمالخلقه الأشياء العظيمة المستدل بها عليه، أو لأنه يجل عن الإحاطة به، أو لأنه يجل عن أن يدرك بالحواس.

[١٣] "الكبير" ورد في القرآن في صفة الله جل ثناؤه ٦ مرات. وقال الحليمي في معناه: أنه المصرف عباده على ما يريده منهم من غير أن يروه. وكبير القوم هو الذي يستغني عن التبذل لهم، ولا يحتاج في أن يطاع إلى إظهار نفسه، والمشافهة بأمره ونهيه، إلا أن ذلك في صفة الله تعالى جده إطلاق حقيقة، وفيمن دونه مجازاً، لان من يدعى كبير القوم قد يحتاج مع بعض الناس وفي بعض الأمور إلى الاستظهار على المأمور بإبداء نفسه له ومخاطبته كفاحاً لخشية أن لا يطيعه إذا سمع أمره من غيره. والله سبحانه وتعالى جل ثناؤه لا يحتاج إلى شئ، ولا يعجزه شيء.
(المنهاج ١/ ١٩٦). وقال الخطايي: "الكبير" و الموصوف بالجلال وكبر الشان. يصغر دون جلاله كل كبير. ويقال: هو الذي كبرعن شبه المخلوقين "شأن الدعاء" (٦٦) وراجع "الأسماء والصفات" (٥٢ - ٥٣). وفي "الاعتقاد" هذه صفة يستحقها بذاته (٢٣).

[١٤] "الحمد" ورد في القرآن لله تعالى ١٧ مرة. وقال الحليمي في معناه: هو المستحق لأن يحمد، لأنه جل ثناؤه بدأ فأوجد، ثم جمع بين النعمتن الجليلتين: الحياة والعقل، ووالى بين منحه، وتابع آلاءه ومننه حتى فاتت العد، وإن استفرغ فيها الجهد. فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه؟ بل له الحمد كله لا لغيره، كما أن المن منه لا من غيره. (المنهاج ١/ ٢٥٢). وقال الخطابي: هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله، وهو فعيل بمعنى مفعول. وهو الذي يحمد في السراء =

<<  <  ج: ص:  >  >>