للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٥] "المجيد" وله معان: منها: أنه (١) لا يساوي فيما له من أوصاف الكمال؛ ومنها: أنه المنفرد بالجلال والكبرياء والعز ة ومنها: أن الذي يفيد من أوصاف المدح لغيره لا يكون إلا به.

[١٦] "الحق" وله معان: منها: أن لا يمكن رده ولا يصح رفعه ولا يوصف بالقدرة على ما يوجب ذمه، ومنها: أن ما لم يكن بأمره من غيره لم يحمد وصفه، ومنها: المبين لخلقه ما أرادهم له.


= والضراء، وفي الشدة والرخاء، لأنه حكيم لا يجري في أفعاله الغلط، ولا يعترضه الخطأ فهو عمود على كل حال. "شأن الدعاء" (٧٨) وانظر "الأسماء والصفات، (٨٠). وفي "الاعتقاد" (٢٥) قيل: هو من له صفات المدح والكمال، وهذه صفة يستحقها بذاته.

[١٥] "المجيد" ورد في القرآن في صفة الله عز وجل مرتين: في سورة هود (١١/ ٧٣) وفي سورة البروج (٨٥/ ١٥). وقال الحليمي فى معناه: المنغ المحمود. لأن العرب لا تقول لكل محمود "مجيد" ولا لكل منيع "مجيد" وقد يكون الواحد منيعًا غير محمود كالمتآمر الخليع الجائر، أو اللص المتحصن ببعض القلاع، وقد يكون محموداً غير منيع كأميرالسوقةو والمصابرين من أهل القبلة، فلما لم يقل لكل واحد منهما مجيد، علمنا أن المجيد من جمع بينهما، وكان منيعًا لا يرام وكان في منعته حسن الخصال، جميل الفعال، والباري جل ثناؤه، يجل عن أن يرام، أو يوصل إليه، وهو مع ذلك محسن منعم مجمل مفضل، لا يستطيع العبد أن يحصي نعمته ولو استنفد فيه مدته، فاستحق اسم المجيد وما هو أعلى منه. "المنهاج" (١/ ١٩٧). وقال الخطابي: المجيد: الواسع الكرم. وأصل المجد في كلامهم: السعة ويقال رجل ماجد، إذا كان سخيًّا، واسع العطاء. "شأن الدعاء" (٧٤) وانظر "الأسماء والصفات" (٥٧). وفي "الاعتقاد" (٢٤): هو الجليل الرفيع القدر المحسن الجزيل البر، فالمجد في اللغة قد يكون بمعنى الشرف، وقد يكون بمعنى السعة، وهو على المعنى الأول صفة يستحقها بذاته.
(١) زيادة يقتضيها السياق.

[١٦] "الحق" ورد في القرآن لله تعالى ٦ مرات منها مرة مع صفته "المبين" وذكره المؤلف معاً "الحق المبين" في "الأسماء والصفات" وأما الحليمي فقد فصلهما وقال في معنى "الحق": ما لا يسع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به، ووجود الباري- عز اسمه- أولى ما يجب الاعتراف به ولا يسع جحوده، إذ لا مثبت يتظاهر عليه من الدلائل البينة الظاهرة ما تظاهرت على وجود الباري جل جلاله. "المنهاج" (١/ ١٨٨) وراجع "الأسماء والصفات" (٢٦ - ٢٧). وفي "الاعتقاد". (٢٤) وهو الموجود حقًّا. وهذه صفة يستحقها بذاته. وقال ابن بطال: هو الموجود الثابت الذي لا يزول ولا يتغير، ذكره ابن حجر في "فتح الباري" (١٣/ ٣٧٢). وقال الخطابي: الحق: هو المتحقق كونه ووجوده، وكل شيء صح وجوده وكونه فهو حق. "شأن الدعاء" (٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>