للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٤] "العدل" ويختص بأن لا يقبح منه ما يفعل. ومنها:

[١٥] "اللطيف" ويختص بدقائق الأفعال. ومنها:

[١٦] "الحفيظ" ويختص بان لا يشغله دفع عن دفع. ومنها:


[١٤] "العدل": لم يرد في القرآن، وجاء ذكره في خبر الأسامي. ومعناه لا يحكم إلا بالعدل، ولا يقول إلا الحق، ولا يفعل إلا الحق. راجع "المنهاج" (١/ ٢٠٧) "الأسماء والصفات" (١٠١).
وقال الخطابي: هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم. (شأن الدعاء ٦٢). وقال المؤلف في "الاعتاد" (٢٢): هو الذي له أن يفعل ما يفعل. وهذه صفة يستحقها بذاته.

[١٥] "اللطيف" جاء ذكره في صفة الله تعالى فى الكتاب العزيز ٧ مرات. وقال الحليمي في معناه: وهو الذي يريد لعباده الخير واليسر، ويقيض لهم أسباب الصلاح والبر. "المنهاج" (١/ ٢٥٢). وذكره المؤلف في "الأسماء والصفات" (٨٣) وأضاف: قلت: أراد عباده المؤمنين خاصة عند من لا يرى ما يعطيه الله عز وجل الكفار من الدنيا نعمة. وأراد المؤمنين خاصة في أسباب الدين، وأراد المؤمنين والكافرين عامة في أسباب الدنيا عند من يراها نعمة في الجملة. وقال الخطابي: "اللطيف": هو البر بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون كقوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ} (الشورى ٤٢/ ١٩). قال: وحكى أبو عمر عن أبي العباس عن ابن الأَعرابي أنه قال: "اللطيف": الذي يوصل إليك أربك في رفق. ومن هذا قولهم: "لطف الله بك" و أي أوصل إليك ما تحب في رفق. قال: ويقال: هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية. "شأن الدعاء" (٦٢). وراجع "الأسماء والصفات" (٨٣). وقال المؤلف في "الاعتقاد": هو البر بعباده، وهو من صفات فعله. وقد يكون بمعنى العالم بخفايا الأمور فيكون من صفات ذاته (٢٣).

[١٦] "الحفيظ" هذا الاسم ورد في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع. قال الحليمي: معناه الموثوق منه بترك التضييع، راجع "المنهاج" (١/ ٢٠٥). وقال الخطابي: الحفيظ هو الحافظ، فعيل بمعنى فاعل كالقدير والعليم، يحفظ السموات والأرض وما فيهمالتبقى مدة بقائها فلا تزول ولا تدثر، قال الله عز وجل: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} (البقرة ٢/ ٢٥٥). وقال جل وعلا: {وَحِفْظَا مِنْ كُل شَيْطَانٍ مَارِدِ} (الصافات ٧/ ٣٧) - أي حفظناها حفظا- وهو الذي يحفظ عباده من المهالك والمعاطب. ويقيهم مصارع الشر. قال الله عز وجل: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ} (الرعد ١٣/ ١١)، أي إمره. ويحفظ على الخلق أعمالهم، ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم نياتهم، وما تكن صدورهم فلا تغيب عنه غائبة. ولا تخفى عليه خافية.
ويحفظ أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب، ويحرسهم من مكايد الشيطان ليسلموا من شره وفتنته. "شأن الدعاء" (٦٨). وراجع "الأسماء والصفات" (٩٠). وقال المؤلف في"الاعتقاد" (٢٣): هو الحافظ لكل ما أراد حفظه ومن أراد. وقيل: هو الذي لا ينسى ما علم، في فيرجع معناه إلى صفة العلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>