للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مات الجريري يعني أبا محمد سنة وقعة الهبير (١) مات عطشًا بلغني أن بعض الصوفية حمل إليه قدحًا من ماء يشربه فنظر إلى من حوله فقال للذي جاء به: ويحك كيف أشرب أنا وهؤلاء يتلفون حولي؟ أعطه من شئت منهم، فإن كان يصح في وقت إيثار ففي مثل هذا الوقت، ومات عطشًا.

[٣٢١٢] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال سمعت عبد الواحد بن بكر، يقول سمعت محمد بن داود الدقي يقول عن أبي العباس بن عطاء قال: سعى ساع بالصوفية إلى الخليفة، فقال: إن ها هنا قومًا من الزنادقة يرفضون الشريعة، فأخذ أبو الحسين النوري، وأبوحمزة والدقام (؟)، وتستر الجنيد بالفقه فكان يتكلم على مذهب أبي ثور فأدخلوا على الخليفة، فأمر بضرب أعناقهم فبدر أبو الحسين إلى السياف ليضرب عنقه، فقال له السياف: مالك بدرت من بين أصحابك؟ فقال: أحببت أن أوثر أصحابي بحياة هذه اللحظة، فتعجب السياف من ذلك وجميع من حضر، وكتب به إلى الخليفة، فرد أمرهم إلى قاضي القضاة إسماعيل بن إسحاق، فقام إليه النوري فسأله عن أصول الفرائض في الطهارة والصلاة فأجابه، ثم قال: وبعد هذا، فإن لله عبادًا يأكلون بالله، ويلبسون بالله، ويسمعون بالله، ويصدرون بالله ويردون بالله، فلما سمع القاضي كلامه بكى بكاءً شديدًا ثم دخل على الخليفة فقال: إن كان هؤلاء القوم الزنادقة، فما على وجه الأرض موحد.

[٣٢١٣] أخبرنا أبو طاهر الفقيه، حدثنا أبو طاهر المحمداباذي، حدثنا العباس الدوري، حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن عبد الله بن مسعود أن راهبًا عبد الله في صومعته ستين سنة، فجاءت


(١) الهبير: رمل زرود في طريق مكة كانت عنده وقعة ابن أبي سعيد القرمطي بالحجاج في سنة ٣١٢.
راجع "معجم البلدان" (٥/ ٣٩٢) و"تاريخ بغداد" (٤/ ٤٣٣ - ٤٣٤).

[٣٢١٢] راجع الحلية (١٠/ ٢٥٠) وتاريخ بغداد (٥/ ١٣١).

[٣٢١٣] إسناده: رجاله ثقات.
• أبو الزعراء هو الأكبر، عبد الله بن هانئ، الكوفي. وثقه العجلي. من الثانية (ت س).
والخبر أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣/ ١١١، ١٣/ ١٨٤) عن عمر بن سعد، عن سفيان به. وانظر "الدر المنثور" (٢/ ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>