للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أعفوه مما يكره، فأبوا عليه، فأمهلهم حتى إذا جاء الشهر الحرام دعا عليهم، فقال:

اللهم رب كل آمن وخائف … وسامعًا تهتاف كل هاتف

إن الخزاعي أتى بقاصف … لم يعطني الحق ولم يناصف

فأجمع له الأحبة الألاطف … بين القران السوء (١) والنواصف

اجمعهم جوف كربه واجف

قال فبينا هم عند قليب ينزفونه، فمنهم من هو فيه، ومنهم من هو فوقه، تهور القليب بمن كان عليه فصار قبورهم حتى الساعة.

فقال عمر: سبحان الله، إن في هذه لعبرة وعجبًا! فقال رجل من القوم آخر: يا أمير المؤمنين، ألا أخبرك بمثل هذا وأعجب منه؟ قال: بلى، قال: إن رجلًا من هذيل ورث فحذه الذي هو فيها حتى لم يبق منهم أحد غيره فجمع مالًا كثيرًا، فعمد إلى رهط قومه يقال لهم بنو المؤمل، فجاورهم ليمنعوه وليردوا عليه ماشيته، وإنهم حسدوه على ماله ونفاسة ماله، فجعلوا يأكلون من ماله، ويشتمون عرضه، وإنه ناشدهم الله والرحم إلا عدلوا عنه ما يكره، فأبوا عليه فجعل رجل منهم يقال له رباح يكلمهم فيه، ويقول: يا بني المؤمل، ابن عمكم اختار مجاورتكم على من سواكم، فأحسنوا مجاورته، فأبوا عليه، فأمهلهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعا عليهم فقال:

لاهم زل عني بني المؤمل … وارم على أقفائهم بمنكل

بصخرة أوعرض جيش جحفل … إلا رباحًا إنه لم يفعل

قلت: وفي رواية غيره بصخرة صماء أو بجحفل.

قال: فبينا هم ذات يوم نزول إلى أصل جبل انحطت عليهم صخرة من الجبل لا


(١) كذا في "النهاية" لابن الأثير (٥/ ٦٦) والنواصف جمع ناصفة وهي الصخرة.
وقال ويروى "والتراصف" وهو تنضيد الحجارة وصف بعضها إلى بعض.
وفي الأصل و (ن): "فمن قران ثم والنواصف".

<<  <  ج: ص:  >  >>