للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على قومه دلالة سواها. ومعجزات (١) الرسل (٢) كانت أصنافا كثيرة وقد أخبر الله عز وجل أنه أعطى موسى (عليه السلام) (٣) تسع آيات بينات: العصا، واليد، والدم، والطو فان، والجراد، والقمل، والضفادع، والطمس، والبحر.

فأما العصا فكانت حجته على الملحدين والسحرة جميعا، وكان السحر في ذلك الوقت فاشيا فلما انقلبت (٤) عصاه حية تسعى وتلقفت حبال السحرة وعصيهم علموا أن حركتها عن حية (٥) حادثة فيها حقيقة (٦) وليست (٧) من جنس ما يتخيل بالحيل فجمع ذلك الدلالة على الصانع وعلى نبوته جميعا.

وأما سائر الآيات التي لم يحتج إليها مع (٨) السحرة فكانت دلالات على فرعون وقومه القائلين (٩) بالدهر، فأظهر الله تعالى بها صحة ما أخبرهم به موسى (عليه أفضل الصلاة والسلام) (١٠) من أن له ولهم ربا وخالقا، وألان الله عز وجل الحديد لداود وسخر له الجبال والطير فكانت تسبح معه بالعلشي والإشراق.

وأقدر الله (١١) عيسى بن مريم (عليه أفضل الصلاة والسلام) (١٢) على الكلام في المهد فكان يتكلم فيه كلام الحكماء وكان يحيى له الموتى ويبرئ بدعائه أو بيده إذا مسح الأكمه والأبرص، وجعل له أن يجعل من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، ثم إنه رفعه من بين اليهود لما أرادوا قتله وصلبه فعصمه الله تعالى بذلك (١٣)


(١) الكلام من هنا إلى قوله … و "عجزهم عن الإتيان بمثله" في ص (٢٥٢) نقله في "دلائل النبوة" أيضا (١/ ٧ - ١٦).
(٢) في (ن) "الرسول".
(٣) ليس في الأصل.
(٤) في المطبوعة "انفلتت".
(٥) كذا في اوصل. وفي (ن) والمطبوعة "حياة" وكذا في الدلائل.
(٦) في (ن) والمطبوعة "بالحقيقه".
(٧) في (ن) والمطبوعة "ليس".
(٨) سقط من الأصل.
(٩) سقط من الأصل.
(١٠) العبارة بين القوسين ليست في الأصل.
(١١) لفظة الجلالة ليست في الأصل والمطبوعة.
(١٢) العبارة بين المعقوفتن ليست في الأصل.
(١٣) زيادة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>