للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أن يخلص ألم القتل. والصلب إلى بدنه وكان الطب عاما غالبا في زمانه فأظهر الله تعالى بما أجراه على يده (١) وعجز الحذاق من الأطباء عما هو (٢) أقل من ذلك بدرجات كثيرة من أن التعويل على الطبائع وإمكان ما خرج عنها باطل، وأن للعالم خالقا ومدبرا ودل بإظهار ذلك له وبدعائه على صدقه وبالله التوفيق.

وأما المصطفى (٣) نبينا - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين صلوات الله عليهم وعليه وعلى آله الطيبن (وصحبه أجمعين) (٤) فإنه (٥) أكثر الرسل آيات وبينات، وذكر بعض أهل العلم أن أعلام نبوته تبلغ ألفا، فأما العلم الذي اقترن بدعوته ولم يزل يتزايد أيام حياته ودام في أمته بعد وفاته فهو القرآن المعجز المبين الذي هو كما وصفه به من أنزله فقال (٦): {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} وقال تعالى (٧): {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ. لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وقال (٨): {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} وقال (٩): {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} وقال (١٠): {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقال (١١): {إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ. فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ. بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرَامٍ بَرَرَةٍ} وقال (١٢): {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ


(١) وبعده في المنهاج: "من زوال الداء العظيم دفعة واحدة بدعائه، وحدوث جارحة لم تكن أصلا، ورجوع الحياة إلى البدن الميت، وعجز الحذاق … "
(٢) في الأصل "على ما يقل من ذلك".
(٣) راجع المنهاج (١/ ٢٦٣ وما بعدها) وكلمة "المصطفى" سقطت من الأصل.
(٤) ليس في الاصل.
(٥) في (ن) "فإن أكثر الرسل اتباعا وأيات بينات".
(٦) سورة حم السجدة (٤١/ ٤١ - ٤٢).
(٧) سورة الواقعة (٥٦/ ٧٧ - ٨٠).
(٨) سورة البروج (٨٥/ ٢١ - ٢٢).
(٩) سورة ال عمران (٣/ ٦٢).
(١٠) سورة الأنعام (٦/ ١٥٥).
(١١) سورة عبس (٨٠/ ١١ - ١٦).
(١٢) سورة الإسراء (١٧/ ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>