للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن الحضرمي قال: كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر (١) ويسمى أحدهما يسار (٢) والآخر جبر وكانا صيقلين (٣) وكانا يقرآن كتابا لهما فربما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام عليهما فقال المشركون: إنما يتعلم محمد - صلى الله عليه وسلم - منهما فأنزل الله عز وجل هذه الآية.

وزعم الكلبي فيما روى عن أبي صالح (٤) عن ابن عباس (٥) رضي الله عنهما أنهما كانا أسلما فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ياتيهما فيحدثهما ويعلمهما وكانا يقرآن كتابيهما بالعبرانية.

قال البيهقي (٦) رحمه الله: ومن تعلق بمثل هذا الضعيف لم يسكت عن شيء يتهمه به فدل على أنهم لو اتهموه بشيء مما نفيناه عنه لذكروه ولم يسكتوا عنه وبالله التوفيق.

وبسط الحليمي (٧) رحمه الله تعالى كلامه في الإشارة إلى ما في كتاب الله تعالى من أنواع العلوم وما في ذلك من الإعجاز.

ثم إن له (٨) - صلى الله عليه وسلم - وراء القرآن من الآيات الباهرة إجابة الشجرة إياه (٩) لما دعاها


= عنه. وبنفس الطريق أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (٢٨٧) والطبري في "تفسيره" مختصرا، كما أخرجه من طريق هشيم عن حصين به (١٤/ ١٧٨) وراجع "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٣٩٣).
(١) وفي (ن) والمطبوعة "عين النمير" وهو خطأ. وعين التمر بلدة قريبة من الأنبار، غرب الكوفة.
(٢) وفي (ن) "سيار".
(٣) الصيقل: صانع السيوف.
(٤) في المطبوعة "أبي صائغ".
(٥) وأخرج الطبري من طريق مجاهد عن ابن عباس قال، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم قينا بمكة، وكان أعجمي اللسان، وكان اسمه بلعام، فكان المشركون يرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يدخل عليه، وحين يخرج من عنده فقالوا إنا يعلمه بلعام. فأنزل الله هذه الآية (١٤/ ١٧٧) وفي سنده ضعف.
(٦) في (ن) والمطبوعةو "الإمام أحمد".
(٧) راجع "المنهاج" (١/ ٢٧٢ - ٢٧٥).
(٨) هذا الكلام مذكور "دلائل النبوة" (١/ ١٩).
(٩) أخرج المؤلف في "دلائل النبوة" (٦/ ٧ - ٨) عن جابر قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلنا واديا أفيح، فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته، واتبعته بإداوة من ماء. فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ير شيئا يستتر به، وإذا بشجرتين بشاطئ الوادي. فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إحداهما فاخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله تعالى. فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى فاخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله! فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف فيما بينهما لأم بينهما- يعني جمعهما- فقال التئما =

<<  <  ج: ص:  >  >>