ورواه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٩٠) عن العباس بن محمد الدوري بنفس الطريق الأولى وقال هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: معنى هذا الحديث عند أهل العلم أنهم كرهوا لبس المعصفر ورأوا أن ما صبغ بالحمرة بالمدر- أي الطين الأحمر- أو غير ذلك فلا بأس به إذا لم يكن معصفرا. (١) وقع في الأصل و"ن" "الثوري" وهو خطأ. (٢) أخرج أبو داود الحديث الأول في اللباس (٤/ ٣٣٦ - ٣٣٧ رقم ٤٠٧٠) عن محمد بن العلاء، أخبرنا أبو أسامة عن الوليد -يعني ابن كثير- عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن رجل من بني حارثة، عن رافع بن خديج قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفر، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رواحلنا وعلى إبلنا أكسية فيها خيوط عهن حمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أرى هذه الحمرة قد علتكم؟ ". فَقُمنا سرعًا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نفر بعض إبلنا، نأخذنا الأكسية فنزعناها عنها. وأخرج هذا الحديث أحمد في "مسنده" (٣/ ٤٦٣) عن يعقوب عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء به، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٨/ ٣٠٤ - ٣٠٥)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (٤/ ٣٤٣ رقم ٤٤٤٩) عن أبي أسامة. وفي إسناد هذه الرواية رجل مجهول من بني حارثة، وبقية رجاله ثقات. والحديث الثاني رواه أبو داود في اللباس (٤/ ٣٣٧ رقم ٤٠٧١) عن ابن عوف الطائي حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثني أبي قال ابن عوف الطائي: وقرأت في أصل إسماعيل، قال: حدثني ضمضم -يعني ابن زرعة- عن شريح بن عبيد عن حبيب بن عبيد عن حريث بن الأبلج السليمي أن امرأة من بني أسد قالت: كنتُ يومًا عند زينب امرأة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نصبغ ثيابًا لها بمغرة فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رأى المغرة رجع، فلما رأت ذلك زينب علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كره ما فعلت فأخذت فغسلت ثيابها، ووارت كل حمرة، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع فاطّلع فلم ير شيئا دخل. وإسناد هذا الحديث فيه حريث بن الأبلج السلمي شامي مجهول كما ذكره الحافظ في "التقريب"، وبقية رجاله موثقون.