للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٦١١٨] قال وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا ابن جميل، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، قال: سمعنا أن لعبًا بالجلاهق ولعبًا بالحمام هو من عمل قوم لوط.

وأما الرقص فقد قال الحليمي (١) رحمه الله: فما كان فيه تثنى وتكسر حتى يباين أخلاق الذكور فهو حرام على الرجال، وهو شر من التصفيق، وقد جعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للنساء، فلا ينبغي للرجال أن يصفقوا، فأولى أن لا يكون لهم الرقص الذي ما فيه من التخنث أعظم مما في التصفيق [وفيه علة أخرى تعم الرجال والنساء وهو أن ذلك تله وعبث من المرء بجوارحه] (٢) وليس ذلك بمملوك لأحد من نفسه لأنّه باطل كما أنّ ضرب الوجه ولطم الخدود لم يكن مملوكًا لأحد من نفسه؛ لانّه باطل فالتلذذ بالباطل كالتألم بالباطل والله أعلم.

وأما لعب (٣) الصبايا باللعب التي نسميها بالبنات فإنّهن لا يمنعن منه ما لم تكن تلك اللعب أشباه الأوثان، وبسط الكلام في ذلك، وقد ذكرنا الأخبار في ذلك في "كتاب السنن" (٤).


[٦١١٨] إسناده: رجاله موثقون.
• ابن جميل هو أحمد بن جميل المروزي أبو يوسف البغدادي (م ٢٣٠ هـ).
قال عبد الخالق بن منصور سئل يحيى بن معين عن أحمد بن جميل المروزي فقال ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: صدوق ولم يكن بالضابط، وقال أبو حاتم: صدوق ووثقه أحمد بن حنبل وذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ١١).
راجع "تاريخ بغداد" (٤/ ٧٦ - ٧٧)، "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٤)، "اللسان" (١/ ١٤٧). . ابن المبارك هو عبد الله المروزي.
والأثر في "ذم الملاهي" لابن أبي الدنيا (ص ٥١ رقم ٦٤).
وقوله "الجلاهق" قال ابن أبي الدنيا: قوس البندق وكراهيتها لأجل أنّها لا تسيل دم الصيد فصيدها في الغالب موقوذ.
(١) انظر "المنهاج" (٣/ ٩٦ - ٩٧).
(٢) ما بين الحاصرتين سقط من الأصل و "ن" أضفته من "المنهاج" لتكملة العبارة.
(٣) راجع "المنهاج" (٣/ ٩٧ - ٩٨).
(٤) راجع "كتاب السنن" (١٠/ ٢١٩ - ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>