للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو داود، حدثنا عيسى بن حماد، حدثنا الليث، عن سعيد المقبري، عن بشير بن المحرر، عن سعيد بن المسيب أنّه قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، ومعه أصحابه، وقع رجل بأبي بكر -رضي الله عنه- فآذاه، فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثانية فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثالثة، فانتصر منه أبو بكر، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انتصر أبو بكر، فقال أبو بكر: أوجدتَ عليّ يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نزل ملك من السماء يكذّبه بما قال لك، فلماّ انتصرتَ وقع الشيطان فلم أكلن لأجلس إذ وقع الشيطان".

قال أبو داود (١): وحدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة: أن رجلًا كان يسبّ أبا بكر … وساق الحديث بنحوه.

قال الشيخ: وقد روينا من حديث يحيى بن سعيد القطان، عن ابن عجلان بمعناه، وزاد في آخره ثم قال: "يا أبا بكر ما من عبد ظلم مظلمة فيغضي عنها لله عز وجلّ إلا أعز الله عز وجلّ بها نصره " وهو مذكرر في كتاب الشهادات من "كتاب (٢) "السنن".

قال (٣): ولا يحلّ لأحد أن يعيّر أحدًا بذنب كان منه، وقد كان التعيير [بالزنا عقوبة للزاني حتّى يموت قبل أن ينزل الحد، فلماّ نزل الحد رُفع، وأما التعيير] (٤) بعد التّوبة فلم يكن مباحًا قط، قال الله عز وجلّ: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا} (٥).


(١) في الأدب من "سننه" (٥/ ٢٠٤ رقم ٤٨٩٧) - وعنه المؤلف في "الآداب" (ص ٦٧) - وذكره البخاري في "تاريخه" مرفوعًا (١/ ٢/ ١٠٢) وسيأتي الحديث مرفوعًا مسندا في الباب (٥٧).
(٢) في الشهادات من ("السنن الكبرى" (١٠/ ٢٣٦)، وفي "الآداب" (رقم ١٥٣).
ومن هذا الوجه أخرجه أحمد في "مسنده" (٢/ ٤٣٦)، والبغوي في "شرح السنة" (١٣/ ١٦٣ - ١٦٤ رقم ٣٥٨٦) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ١٨٩ - ١٩٠): رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح.
(٣) القائل هو الحليمي رحمه الله في "المنهاج" (٣/ ١١٠ - ١١١).
(٤) سقط ما بين المعقوفتين من "ن".
(٥) سورة النساء (٤/ ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>