للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري في قوله: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} (١).

قال أخبرني القاسم بن محمد قال: اجتمع أبو هريرة وكعب فجعل أبو هريرة يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعل يحدث كعب عن الكتب، فقال أبوهريرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لكل نبي دعوة مستجابة، وإني قد خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة".

فقال له كعب: أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قال: فداه أبي وأمي أولا أخبرك عن إبراهيم عليه السلام أنه لما أُرِيَ ذبح ابنه إسحاق قال الشيطان: إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا، فخرَج إبراهيم بابنه ليذبحه، فذهب الشيطان فدخل على سارة، فقال: أين يذهب إبراهيم بابنك؟ قالت: غدا به لبعض حاجته، قال: فإنه لم يغد به لحاجة إنما ذهب به ليذبحه، قالت: ولم يذبحه؟ قال: يزعم أن ربه أمره بذلك، قالت: فقد أحسن أن يطيع ربه، فخرج الشيطان في أثرهما فقال للغلام: أين يذهب بك أبوك؟ قال: لبعض حاجته، قال: فإنه لا يذهب بك لحاجة، ولكنه يذهب بك ليذبحك، قال: ولم يذبحني؟ قال: يزعم أن ربه أمره بذلك، قال: فوالله لئن كان الله أمره بذلك ليفعلن، قال: فيئس منه فتركه ولحق بإبراهيم، فقال: أين غدوت بابنك؟ قال: لحاجة، قال: فإنك لم تغد به لحاجة إنما


(١) سورة الصافات (٣٧/ ١٠٢) وحديث أبي هريرة "إن لكل نبي دعوة مستجابة إلخ" قد تقدم برقم (٣٠٨) فراجع هناك تخريجه.
وأما حديث كعب الأحبار فرواه ابن جرير في "تفسيره" (٢٣/ ٨٢ - ٨٣)، والحاكم في "المستدرك"، (٢/ ٥٥٧ - ٥٥٨) من طريق يونس عن ابن شهاب عن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية أن كعبا قال لأبي هريرة: ألا أخبرك عن إسحاق بن إبراهيم النبي فذكره وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ١٠٨ - ١٠٩) مقتصرا على ذكر الجزء الخاص بإسحاق وعزاه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والمؤلف في "الشعب" وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الخطب والمواعظ" (ص ١١١ - ١١٢) من طريق يونس عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان قال: قال كعب الأحبار لأبي هريرة: … فذكر قصة ذبح إسحاق بن إبراهيم النبي عليه السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>