للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إلى غير ذلك من الآيات التي وردت في معناه وقد وردت في تقلد القضاء آثار تزهد فيه، بل توجب التحرز والفرار منه، وهي محمولة على تعظيم أمر القضاء، والدلالة على خطره ورفعة قدره، لا على الكراهة له من طريق أن فيه قبحًا أو مأثما أو سقاطة، وأن من فر منه فلإشفاقه من ألا يقوم بحقه.

قال الإمام أحمد رحمه الله: فمن علم من نفسه ما لا يمكنه القيام معه بحقه فلا ينبغي له أن يتعرض للشروع فيه، ومن علم من نفسه أنه يصلح له فينبغي له أن يشاور فيه أهل العلم والفضل والأمانة ممن خبره ويبطن حاله وأمره على نفسه ليخبروه عن نفسه بما لعله يخفى عليه وبسط الحليمي (١) الكلام فيه وفي غيره.

وقد ذكرنا ما ورد في كل فصل من فصوله من الأخبار والآثار في كتاب آداب القاضي من "كتاب (٢) السنن" من أراد الوقوف عليه رجع إليه إن شاء الله.

[٧١٢٢] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس القا سم بن القاسم السياري بمرو، حدثنا محمد. بن موسى بن حاتم، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، أخبرنا أبو حمزة، عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق، وأخر أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها". أخرجاه (٣) في الصحيح من حديث إسماعيل بن أبي خالد.


(١) انظر كلام الحليمي مبسوطًا في "المنهاج" (٣/ ١٨٧ - ١٩٥).
(٢) راجع "السننالكبرى" (١٠/ ١٠٣ - ١٤٥).

[٧١٢٢] إسناده: ضعيف والحديث صحيح بطرقه.
• محمد بن موسى بن حاتم هو الفاشاني، قال القاسم السياري: أنا بريء من عهدته، وضعفه الذهبي.
• أبو حمزة هو السكري محمد بن ميمون.
• إسماعيل هو ابن أبي خالد الأحمسي.
• قيس هو ابن أبي حازم البجلي: تقدموا.
(٣) أخرجه البخاري في العلم (١/ ٢٦) من طريق سفيان، وفي الزكاة (٢/ ١١٢) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وفي الأحكام (٨/ ١٠٥)، وفي الاعتصام (٨/ ١٥٠) من طريق إبراهيم بن حميد، ومسلم في صلاة المسافرين (١/ ٥٥٩ رقم ٢٦٨) من طريق محمد بن عبد الله ابن نمير عن أبيه ومحمد بن بشر: جميعًا عن إسماعيل بن أبي خالد به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>