للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن محمد بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم أمتي لا تقول للظالم أنت ظالم، فقد تودع منهم".


= الذهبي. فتعقبه الشيخ الألباني بقوله قلت: كلا، ليس بصحيح، فإن أبا الزبير لم يسمع من ابن عمرو كما قال ابن معين وأبو حاتم، وكان الحاكم تنبه لهذا فيما بعد فإنه روى في "المستدرك" (٤/ ٤٤٥) بهذا الإسناد حديثا آخر ثم قال: إن كان أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمرو فإنه صحيح ووافقه الذهبي. وقال الشيخ أحمد محمد شاكر -رحمه الله- في "تعليق مسند أحمد" (رقم ٦٥٢١): إسناده صحيح ونرجح سماع أبي الزبير من عبد الله بن عمرو فإنه عاصره يقينا وثبت أنه لقيه فروى الذهبي في "الميزان" (٣/ ١٣٥) عن يحيى بن بكير حدثني ابن لهيعة عن أبي الزبير قال: رأيت العبادلة يرجعون على صدور أقدامهم في الصلاة عبد الله بن عمر، وعبد الله ابن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس. فقال الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (رقم ٥٧٧): وأما ترجيح صديقنا الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في "التعليق على "المسند" أن أبا الزبير سمع منه فليس بقوي عندي، ذلك لأنه بناه على رواية ابن لهيعة … فذكره وابن لهيعة عندنا ضعيف لسوء حفظه، ولذلك ضعفه الجمهور، فلا حجة في روايته لهذه الرواية سيما وهي مخالفة لما سبق عن الإمامين ابن معين وأبي حاتم. وقال أيضًا: إن سلمنا بثبوت سماع أبي الزبير من ابن عمرو في الجملة لما لزم منه اتصال إسناد هذا الحديث وثبوته؛ لأن أبا الزبير مدلس يروي عمن لقيه ما لم يسمع منه وقصته في ذلك مع الليث بن سعد مشهورة، ولذلك أقطع بضعف هذا الإسناد والله أعلم. وانظر "ضعيف الجامع الصغير" (رقم ٦٠٠). وذكره المنذري في "الترغيب" (٣/ ١٧٢) وعزاه للحاكم وقال: قال الحاكم: صحيح الإسناد وذكره السيوطي في "الجامع الصغير" (رقم ٦٢٧) ونسبه لأحمد والطبراني والحاكم والمؤلف في "الشعب". وأورده الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٢٦٧) وقال: رواه أحمد والبزار بإسنادين ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح وكذلك رجال أحمد. وقوله: "فقد تودع منهم " بضم التاء والواو وكسر الدال المشددة المهملة، من التوديع قال الزمخشري في "الفائق" (٤/ ٥٠) أي استريح منهم وخذلوا وخلي بينهم وبن ما يرتكبون من المعاصي، وهو من المجاز؛ لأن المعتني بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه تركه ونفض منه يده واستراح من معاناة النصب في استصلاحه، ويجوز أن يكون من قولهم تودعت الشيء: أي صنعته في ميدع أي فقد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويتصون كما يتوقى شرار الناس. وقال المناوي: في "فيض القدير" (١/ ٣٥٤ رقم ٦٢٧) قال القاضي: أصله من التوديع وهو الترك، وحاصله أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمارة الخذلان وغضب الرحمن. وقال الإمام الغزالى في "الإحياء" (١٢/ ٣٣٧): لكن الأمر بالمعروف مع الولاة وهو التعريف والوعظ، وأما المنع بالقهر فليس للأحاد؛ لأنه يحرك فتنة ويهيج شرا. وأما الفحش في القول كـ: يا ظالم ويا من لا يخاف الله فإن تعدى شره للغير امتنع وإن لم يخف إلا على نفسه جاز، بل ندب، فقد كانت عادة السلف الصالح التصريح بالإنكار والتعرض للإنكار. انتهى قوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>