للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الغيضة تعلق بأغصانها بعض شعره فبينما هو ذات يوم يدور إذ مرّ بشجرة فيها وكر طير فنقل موضع مصلاه إلى قريب منها، فنودي: أنست بغيري؟ وعزتي لأحطنك مما كنت فيه درجتين.

[٤٥٣] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا نصر منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول: سئل الشبلي ما علامة صحة المعرفة؟ قال: نسيان كل شيء سوى معروفه، فقال: ما علامة صحة المحبة؟ فقال: العمى عن كل شيء سوى محبوبه. وسمعت الشبلي يقولى في قوله: {وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} (١).

فقال: وما كنا عمن قرب منا غافلين ولا عمن أقبل علينا شاغلين.

[٤٥٤] سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الطبري يقول سمعمت علي بن سهل بن الأزهر يقول: الغافلون يعيشون في حلم الله، والذاكرون يعيشون في رحمة الله، والعارفون يعيشون في لطف الله، والصادقون يعيشون في قرب الله، والمحبون يعيشون في الأنس بالله والشوق إليه.

[٤٥٥] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال سمعت ابن عبيد الله (٢) علي بن قتادة يقول سمعت علي بن عبد الرحمن يقول، وقد سئل عن الفرق بين الحب والعشق فقال: الحب لذة يعمي عن رؤية غير المحبوب فإذا تناهى سمي عشقا وهو قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "حبك الشيء يعمي ويصم".


[٤٥٣] الشبلي. أبو بكر (م ٣٣٤ هـ).
قيل اسمه دلف بن جحدر، وقيل: جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دلف شيخ الطائفة. كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك. وكتب الحديث عن طائفة وقال الشعر وله ألفاظ وحكم وحال وتمكن لكنه كان يحصل له جفاف دماغ وسكر فيقول أشياء يُعتذر عنه، فيها إباء- أي فخر وكبر- لا تكون قدوة. كذا قال الذهبي.
صحب الجنيد وصار أوحد وقته حالًا وعلمًا.
راجع "طبقات الصوفية" (٣٣٧ - ٣٤٨)، "الحلية" (١٠/ ٣٦٦ - ٣٧٥)، "تاريخ بغداد" (١٤/ ٣٨٩ - ٣٩٧)، "الرسالة القشيرية" (١/ ١٦٠)، "وفيات الأعيان" (٢/ ٢٧٣ - ٢٧٦)، "السير" (١٥/ ٣٦٧ - ٣٦٩)، "طبقات الأولياء" (٢٠٤ - ٢١٣).
(١) سورة المؤمنون (٢٣/ ١٧).

[٤٥٤] أخرجه السلمي في "طبقات الصوفية" (٢٣٤).
(٢) كذا في (ن)، وفي المطبوعة "عبد الله بن محمد" وفي الأصل "علي بن قتادة" فقط، ولم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>