للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جعفر بن محمد بن نصير، حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال سمعت إسحاق بن خلف يقول: ليس شيء أقطعَ لظهر إبليس من قول ابن آدم ليتَ شعري بما يُخْتَمُ لي، قال: عندها ييأس منه، ويقول: متى يُعجبُ هذا بعمله؟

[٨٤٢] أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله ابن محمد القرشي، حدثني محمد بن الحسين، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثني أبي قال: لّما احتُضِر عمرو بن قيس الملائي بكى فقال له أصحابه: على ما تبكي من الدنيا؟ فواللّه لقد كنتَ غضيض العيش أيّام حياتك. فقال: والله ما أبكي على الدنيا وانّما أبكي خوفًا من أن أحرم خير الآخرة.

[٨٤٣] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال سمعت أبا بكر الرازي، يقول سمعت الكتاني يقول: رَوْعةُ ساعة عند إنتباهٍ من غفلةٍ وانقطاع عن حظ النفسانية، وارتعادٌ من خوف قطيعة أفضلُ من عبادة الثَّقَلين.

[٨٤٤] سمعت أبا عبد الرحمن السلمي، يقول سمعت أبا أحمد الحافظ، يقول سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري، يقول: أفضلُ البكاء بكاءُ العبد على ما فاتَه من أوقاته على غير الموافقة. أو بكاءٌ على ما سبق له من المخالفة.

[٨٤٥] سمعت أبازكريا بن أبي إسحاق، يقول سمعت أبا الفتح أحمد بن عبد الله

البغدادي يقول: دخلتُ مرّةًالباديةَ فبينا أنا أمشي إذ سمعتُ بكاءً عاليًا، فرميتُ ببصري

قُدَّامي فرأيت شخصًا، فمشيتُ سريعًا فإذا هو شاب لم أر معه آلة السفر، فقلتُ: ما

شانُك يا فتى؟ فأنشا يقول:

على أفي بابٍ أطلبُ الإذْنَ بعدَما … حُجِبْتُ عن الباب ائَذي أنا حَاجِبُه

فوقع في البكاءُ لبكائه فلمّا رفعت رأسي لم أر أحدًا.


[٨٤٣] الكتاني، محمد بن علي بن جعفر، أبو بكر (م ٣٢٢ هـ). أحد مشايخ الصوفية. كان فاضلًا نبيلًا حسن الشارة. أصله من بغداد وأقام بمكة ومات بها. وكان أبو محمد المرتعش يقول: الكتاني سراج الحرم. راجع "طبقات الصوفية" (٣٧٣ - ٣٧٧) "الحلية" (١/ ٣٥٧٠) "تاريخ بغداد" (٣/ ٧٤ - ٧٦). وذكر قوله السلمي في "طبقاته" (٣٧٤) وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٣٥٨).

[٨٤٤] أخرجه السلمي في "طبقاته" (١٥٥) والقشيري في دارسالته (١/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>