للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في حين اقْتَصَر البغوي على ذِكْر سَبب النُّزول، وعلى قولَه: وقِيل: الآية مَنْسُوخَة في حَقّ الكِتابيَّات، لِقولِه تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)، وبِخَبَرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبإجْمَاع الأمَّة (١).

ولم يَذْكُر السمرقندي في هذه الآية سِوى سَبَب النُّزول والْمَعْنَى العَامّ (٢).

أما السمعاني فَنَقل عن ابن عباس قوله: لا يَجُوز نِكَاح الكَوافِر أبَدًا إلى يوم القيامة بِحُكْم هذه الآية.

وقَرَّر السَّمْعاني أن "سَائر الْمُفَسِّرين والعُلَماء مِنْ الصَّحَابة وغيرهم على أنَّ الآية مَنْسُوخَة في الكِتابِيَّات بقوله: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) " (٣).

وأما الزمخشري فيُفهَم مِنْ كَلامِه أنَّ الآية مُحْكَمَة لم يُنْسَخ منها شيء، وبأن آية "البقرة" في حقّ الْمُشْرِكَات الْحَرْبِيَّات. وعَضَد قَوْله بأنَّ "سُورة المائدة كُلها ثَابِتَة لم يُنْسَخ منها شَيء قَطّ" (٤).

ونَقَل ابن عطية عن قتادة وسعيد بن جبير قولهما: لَفْظ الآية العُمُوم في كُلّ كَافِرَة والْمُرَاد بها الْخُصُوص في الكِتَابِيَّات. ثم قال: وبَيَّنَت الْخُصُوص آية "المائدة"، ولم يَتَنَاول قَطّ الكِتابيَّات.

كما نَقَل عن ابن عباس والحسن قولهما: تَنَاولَهنّ العُمُوم ثم نَسَخَت آية سُورة المائدة بَعض العُمُوم في الكِتَابيَّات.


(١) معالم التنْزيل، مرجع سابق (١/ ١٩٥).
(٢) بحر العلوم، مرجع سابق (١/ ١٧٣).
(٣) تفسير القرآن، مرجع سابق (١/ ٢٢٢).
(٤) الكشّاف، مرجع سابق (ص ١٢٩).

<<  <   >  >>