للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النَّاس فَرَط لَكُمْ (١) إذا جِئتُم قَال رَجُل: يَا رَسُول الله أنا فُلان بن فُلان، فأَقول لَهم: أمَّا النَّسَب فَقَد عَرَفْتُ، ولَكِنَّكُم أحْدَثْتُم بَعْدِي، وارْتَدَدْتم القَهْقَرى (٢).

وقوله عليه الصلاة والسلام: كُلّ سَبَب ونَسَب فإنّه مَنْقَطِع يَوْم القِيَامَة إلَّا سَبَبِي ونَسَبِي (٣). رواه الطبراني (٤) والبزار (٥) والهيثم بن كليب (٦) والبيهقي (٧) والحافظ الضياء في ((المختارة)) (٨) (٩).

وفي "مَحَاسِن التَّأوِيل": (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) أي: لِشِدَّة الْهَوْل مِنْ هُجُوم مَا شَغَل البَال حَتى زَال بِه (١٠) التَّعَاطُف والتَّآلُف، إذ (يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ


(١) هكذا في تفسير ابن كثير، وفيه سَقط، ففي المسند (ح ١١١٣٨): وأني أيها الناس فرط لكم على الحوض، فإذا جِئتُم قَال رَجُل: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، وقَال أخوه: أنا فلان بن فلان.
وفي المسند (ح ١١٣٤٥): تزعمون أن قرابتي لا تنفع قومي، والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة؛ إذا كان يوم القيامة يرفع لي قوم يؤمر بهم ذات اليسار، فيقول الرجل: يا محمد أنا فلان بن فلان، ويقول الآخر: أنا فلان ابن فلان، فأقُول: أما النسب قد عرفت، ولكنكم أحدثتم بعدي، وارتددتم على أعقابكم القهقرى.
(٢) قال القاسمي محاسن التأويل (١١/ ٣١٨): رَوَى هنا بعض المفسرين أخبارًا في نفع النسب النبوي. وحبذا لو روي شيء منها في الصحيحين، أو في مسانيد من التزم الصحة. اهـ.
وهذا الحديث عزاه ابن كثير إلى مسند أحمد، وقال محققو المسند (١٧/ ٢٢١) عن هذا الحديث: صحيح لغيره.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) (ح ٢٦٣٣) و (ح ٢٦٣٤) و (ح ٢٦٣٥)، وفي الأوسط (ح ٥٦٠٦).
(٥) ح (٢٧٤).
(٦) وهو "الحافظ المحدث الثقة: أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل المعقلي الشاشي، محدث ما وراء النهر، ومؤلف المسند الكبير" (تذكرة الحفاظ، الذهبي ٣/ ٨٤٨). ولم أجد الحديث في مسنده، إذ لم يطبع مسنده كاملًا.
(٧) (ح ١٣١٧١) وقال: وهو مرسل حسن، وقد روي من أوجه أخر موصولًا ومرسلًا، ورواه أيضًا (ح ١٣١٧٢) و (ح ١٣٤٣٨).
(٨) (ح ١٠١) من طريق الطبراني، كما سبق.
(٩) تفسير القرآن العظيم، مرجع سابق (١٠/ ١٥٠).
(١٠) أي بما هجم من الهول فأشغل البال.

<<  <   >  >>