للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكانته الاجتماعيّة

إلى جانب المكانة العلميّة المتميّزة التي تمتّع بها وليّ الدّين، كانت له مكانة اجتماعيّة مرموقة في نفوس معاصريه وتلامذته وكلّ من عرفه أو ارتبط معه بوشيجة من علم أو عمل، فقد أثنى عليه مترجموه ووصفوه بكثير من عبارات المدح والثّناء والتّخلّق بجميل الصّفات، والإكثار من النّصح لأصحابه، والصّبر على الإسماع من غير ملل ولا ضجر، والبشر والبشاشة لمن يقصده.

هذا إلى جانب الإشادة بأخلاقه، وفضله، وأمانته، وعفّته، وزهده، وورعه، وديانته. والحقّ كذلك فقد كان-رحمه الله-عالما فاضلا، جليل القدر، عظيم الشّأن، على جانب كبير من حسن الخلق والخلق، وشرف النّفس والتّواضع، فقد أثنى عليه السّخاويّ بقوله: «واشتهر بفضله، وبهر عقله، مع حسن خلقه وخلقه، ونور خطّه، ومتين ضبطه، وشرف نفسه، وتواضعه، وشدّة انجماعه، وصيانته، وديانته، وأمانته، وعفّته، وطيب نغمته، وضيق حاله، وكثرة عياله» (١) . وذكره أيضا في موضع آخر فقال:

«وكان يحضّ أصحابه على الاهتمام بإجابة من يلتمس منهم الشّفاعة عنده عملا بالسّنّة، وليكون لهم عند المسؤول له بذلك أياد، وقام جماعة عليه حتى ألزموه بتفصيل الرّفيع من الثّياب، وقرّروا له أنّ في ذلك قوّة للشّرع، وتعظيما للقائم به، وإلا فلم يكن عزمه التّحوّل عن جنس لباسه قبله» (٢) .

ومدحه ابن تغري بردي فقال: «وكان ذا شكالة حسنة، منوّر الشّيبة، مدوّر اللّحية، متواضعا، عذب اللّفظ، قليل الكلام إلاّ فيما يعنيه، ديّنا، خيّرا، مشكور السّيرة، عفيفا» (٣) . وأشاد به ابن حجر فقال: «وكان من خير أهل


(١) الضوء اللامع: ١/ ٣٣٨.
(٢) الضوء اللامع: ١/ ٣٣٩.
(٣) المنهل الصافي: ١/ ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>