للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ولادته ونشأته]

ولد في سحر يوم الاثنين ثالث ذي الحجّة سنة اثنتين وستّين وسبع مئة بالقاهرة، في بيت عرف بالعلم والمعرفة، وتميّز فيه غير واحد من أفراده، فقد كان جدّه الحسين بن عبد الرحمن ممّن صحب الشيخ تقيّ الدّين القنائيّ واختص بخدمته، وأحضر ولده عبد الرحيم عليه، وتوفي سنة ٧٢٨ هـ‍ (١)، ووالده الحافظ المتقن العلامة زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم، فريد دهره ووحيد عصره، شهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه، سمع الكثير وأخذ عنه الجم الغفير، وتوفي سنة ٨٠٦ هـ‍ (٢)، ووالدته أم أحمد عائشة بنت طغاي العلائيّ، كانت خيّرة صالحة، رحلت مع زوجها عبد الرحيم إلى الشام سنة ٧٦٥ هـ‍، وسمعت معه من الشيوخ، وجاورت مع زوجها بالحرمين الشريفين، وتوفيت سنة ٧٨٣ هـ‍ (٣).

في هذا البيت الأصيل نشأ وليّ الدين وترعرع في كنف والده الذي رعاه رعاية خاصة منذ نعومة أظفاره وصرفه إلى العلم فأنشأه نشأة علمية متميزة، فكان شيخه الأول الذي سمع منه وأول ما بصرت عينه من شيوخ الدرس والتعليم. وتوسم الوالد في ولده حبّ العلم ورغبته فيه، فبكر به يصحبه معه إلى مجالس العلماء على عادة أهل عصره، فأحضره على كثير من علماء القاهرة كان في طليعتهم: أبو الحرم القلانسيّ (٤)، والمحبّ أبو


(١) لحظ الألحاظ: ٢٢٠ - ٢٢١.
(٢) إنباء الغمر: ٢/ ٢٧٥، والضوء اللامع: ٤/ ١٧١، وحسن المحاضرة: ١/ ٣٦٠.
(٣) الذيل على العبر: وفيات سنة ٧٨٣ هـ‍، ومصادر الترجمة.
(٤) فتح الدّين أبو الحرم محمّد بن محمّد بن أبي الحرم القلانسيّ المصريّ المتوفى سنة ٧٦٥ هـ‍ (وفيات ابن رافع: ٢/الترجمة ٨١١، والسلوك: ٣/ ١/٩٤، والدرر الكامنة: ٤/ ٣٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>