للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتوفّي بها بعد ثلاثة عشر يوما، ودفن من يومه.

وكان سعيد الحركات، رئيسا، ذا هيبة ووقع في النّفوس، ديّنا، صيّنا، له القبول التّام من العامّة والخاصّة. تقدّم للمنصب في حياة شيوخه وحمدت سيرته، وعظّمه الملوك والدّول واحدة بعد أخرى. وكان متين الدّيانة، كثير الاشتغال، منطرح الجانب مع الهيئة العظيمة. رحمه الله ورضي الله عنه.

حضرت عليه كثيرا بقراءة والدي، وغيره، وبعضه سماع. وكان كثير الاعتناء بي والإحسان إليّ، وإظهار المحبّة لي، رحمه الله، آمين.

وذكره الذّهبيّ في «معجمه المختصّ» (١) فقال: الإمام المفتي الفقيه، المدرّس، المحدّث. قدم علينا بولده طالب حديث؛ فقرأ الكثير، وسمع، وكتب الطّباق، وعني بهذا الشّأن. وكان خيّرا، صالحا، حسن الأخلاق، كثير الفضائل. سمعت منه وسمع مني. ولي قضاء الدّيار المصريّة بعد صرف القزوينيّ. انتهى.

ومات بالقاهرة يوم الأحد ثاني رجب زين الدّين [٣٥ ب] أبو الفضل

سعد الله ولد (٢) قاضي القضاة عزّ الدّين-المتقدّم ذكره-

بعد أن بلغ الحلم (٣) ، وحجّ حجّة الإسلام مع والده.

وكان سمع الحديث من أبي الحسن عليّ (٤) بن أحمد العرضيّ،


(١) تحرّف في الأصل إلى: «المختصر» وليس بشيء.
(٢) في الأصل: «ولد القاضي عبد الله» وهو تحريف، وأثبتنا ما في ب. وهو عز الدين عبد العزيز بن محمد بن جماعة الذي تقدمت ترجمته قبل ترجمة ولده هذا.
(٣) تحرّف في الأصل إلى: «الحكم».
(٤) تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٧٦٤ هـ‍ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>