للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنة ستّ وسبعين وسبع مئة

فيها كان الغلاء بمصر حتّى وصل سعر (١) القمح إلى مئة وثلاثين الأردب، والفول إلى تسعين الأردب (٢) والشّعير إلى ثمانين، والخبز كلّ رطلين إلاّ ربع بدرهم وهو أسود كالكسب (٣) . وأكل النّاس خبز الفول والشّعير والنّخالة. واللّحم الضّانيّ كلّ رطل بدرهمين ونصف، والبقريّ بدرهم وربع وهو مع ذلك في غاية العزّة. والرّاوية الماء بخمسة دراهم.

ومات كثير من الدّواب لقلّة العلف. ثم ابتدأ الفناء في نصف جمادى الآخرة واشتدّ في شهر رمضان؛ فكان يموت في اليوم-طرحى على الطّرقات-نحو خمس مئة، وحشريّة (٤) مثلهم. ورسم السّلطان في أواخر شعبان لنائبه منجك بتفريق الفقراء على الأمراء، والكتّاب، والتّجّار كلّ أحد على قدره (٥) فامتثل ذلك. ونودي في القاهرة ومصر بأن لا يتصدّق أحد على حرفوش (٦) ومن شحت من الحرافيش نكّل به. ثمّ تناقص الغلاء وانحطّت الأسعار في أوائل ذي القعدة؛ فانحطّ سعر القمح بعد مئة (٧)


(١) «سعر» سقطت من ب.
(٢) «الأردب» سقطت من ب.
(٣) في الأصل: «كالمكسب» وأثبتنا ما في ب. والكسب: عصارة الدهن. (تاج العروس: كسب).
(٤) جمع حشريّ: وهو الذي يموت دون وارث. (تكملة المعاجم العربية: ٣/ ٢٠٥).
(٥) في ب: «على كل عشرة قدرة» وليس بشيء.
(٦) ويجمع على حرافيش وحرافشة: وهم سفلة الناس وأراذلهم. (تكملة المعاجم العربية: ٣/ ١٣٥).
(٧) «بعد مئة وثلاثين» سقطت من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>