للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة]

في شهر (١) رجب قتل الأمير بركة بحبس الإسكندريّة، وكان الآمر بذلك صلاح الدّين ابن عرّام (٢) نائب الإسكندريّة، فقام جماعة من مماليكه على الأمير برقوق، فأحال الأمر في (٣) ذلك على ابن عرّام وقال: أنا لم آمره بقتله، وأرسل دواداره يونس إلى الإسكندريّة فأمسك ابن عرّام وجماعة، وحمله (٤) مقيّدا إلى القاهرة، فضرب بالمقارع، ثمّ سمّر وطيف به مسمّرا على جمل، فلمّا كان بالرّميلة تحت القلعة ابتدره جماعة من مماليك بركة فقطّعوه بأسيافهم. وصدق بذلك ما كان يحكى عن أحد الشّيخين: أمّا يحيى الصّنافيريّ أو نهار (٥) أنّه (٦) قال له: ما تموت إلاّ مسمّرا! ثمّ علّقت رأسه على باب زويلة. ثمّ جمعت عظامه ولحمه وغسّل وصلّي عليه، ودفن من يومه. وولي نيابة الإسكندريّة الأمير بلّوط.


(١) «شهر» سقطت من ب.
(٢) تحرّف في الأصل إلى: «عزام» بالزاي في هذا الموضع وفي المواضع الأخرى وهو خطأ.
(٣) في الأصل: «بذلك» وأثبتنا صيغة ب.
(٤) «وحمله» سقطت من الأصل.
(٥) بل هو نهار المغربي الإسكندري المتوفى سنة ٧٨٠ هـ‍ وقد تقدمت ترجمته، فقد ذكر ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة: ١١/ ١٩٤ ما نصّه: «ومن كراماته: ما اتفق له مع الأمير صلاح الدين خليل بن عرّام نائب الإسكندريّة، وكان ابن عرّام يخدمه كثيرا فقال له الشيخ نهار: يا ابن عرّام: ما تموت إلا موسّطا أو مسمّرا-قبل قتل ابن عرّام بسنين-مرارا عديدة، وابن عرّام يقول له: في الغزاة إن شاء الله تعالى، فكان كما قال».
(٦) في الأصل: «فإنه» وأثبتنا ما في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>