للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد الأمير يلبغا. وكان كريما مفرطا يقال: ليس في التّرك أكرم منه. وقتل بعض المفسدين من الجلب ونفي (١) الباقون، وطهّر الله الأرض منهم وكانوا قد عاثوا في البلاد وأفسدوا. وهم مماليك الأمير يلبغا (٢) .

ثمّ طلب الأمير منكلي بغا الشّمسيّ، واستقرّ أتابك العساكر وناظر البيمارستان. ثمّ طلب أمير عليّ الماردانيّ من الشّام فجعل نائب السّلطنة بمصر؛ ولبس الخلعة بذلك في (٣) رابع عشر جمادى الأولى، وعلى يديه كان عزل قاضي القضاة تاج الدّين ابن السّبكيّ (٤) وولاية شيخنا [٤٢ ب] الشّيخ سراج الدّين البلقيني، ولي قضاء دمشق عوضا عنه نحو سنة، ودخلها صبيحة يوم الأحد ثامن عشري رجب. وامتحن القاضي تاج الدّين السّبكيّ وادّعي عليه بالكفر بسبب قوله في غضون كلامه: فبطل دين الإسلام، وحكم القاضي صلاح الدّين ابن المنجّى (٥) نائب الحنبليّ بدمشق بإسلامه ورفع التّعزير عنه، فغضب عليه بسبب ذلك؛ وعزل عن النّيابة. وحكم الشّيخ سراج الدّين البلقينيّ بإبطال ما حكم به صلاح الدّين المذكور. ثمّ طلب القاضي تاج الدّين إلى الدّيار المصريّة (٦) فخرج من دمشق يوم الجمعة تاسع عشري شوّال. ثمّ طلب الشّيخ سراج الدّين إلى مصر فتوجّه يوم الاثنين تاسع ذي القعدة على خيل البريد وصحبته جماعة


= ١٩١ أ-ب، والدرر الكامنة: ١/ ٤١٣، والنجوم الزاهرة: ١١/ ١٠٣.
(١) تحرّف في الأصل إلى: «بقي» وهو خطأ.
(٢) انظر تفاصيل أكثر في: السلوك للمقريزي: حوادث سنة ٧٦٩ هـ‍.
(٣) «في» سقطت من الأصل.
(٤) في ب: «تاج الدين السبكي» ولا فرق.
(٥) هو محمد بن محمد بن المنجى بن عثمان التّنوخي، ستأتي ترجمته في وفيات سنة ٧٧٠ هـ‍ من هذا الكتاب.
(٦) في ب: «إلى مصر».

<<  <  ج: ص:  >  >>