للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمسك من كان ينتمي إليه من الأمراء ونفوا. وأرسل إلى أيدمر الدّوادار -وهو نائب طرابلس-فحضر إلى (١) القاهرة في رابع صفر؛ وجعل أتابك العساكر. وجعل صرغتمش الأشرفيّ الخاصّكيّ أمير سلاح.

وفيها طلب نائب الشّام منجك فحضر إلى (١) القاهرة يوم الاثنين ثاني ذي القعدة، وخرج العسكر لتلقّيه، وطلع إلى القلعة من باب السّرّ وسائر الأمراء مشاة في خدمته. وجعل نائب السّلطنة بالدّيار المصريّة (٢). واستقرّ بيدمر الخوارزميّ في نيابة دمشق، واستقرّ الماردينيّ في نيابة حلب بعد أن كان (٣) عزل عنها، واستقرّ بها بيدمر نحو أربعة أشهر في هذه السّنة.

[٧٦ أ].

وفيها وقف نيل مصر وقصر عن الزّيادة بحيث كانت (٤) نهاية زيادته ستّة عشر ذراعا إلا خمسة أصابع، ولم يثبت على ذلك، وشرق (*) بسبب ذلك أكثر البلاد، وحصل بسببه الغلاء في السّنة الآتية، وخرج النّاس للصّحراء للاستسقاء على الهيئة المشروعة، والأعيان مشاة حفاة، وخطب بهم ابن القسطلانيّ، وابتهل النّاس. وكان يوما مشهودا، ومع ذلك فاستمرّ الأمر على حاله.

وفيها زادت دجلة زيادة مفرطة جاوزت الحدّ؛ وغرقت بغداد حتّى دخلوا في المراكب في أزقّتها إلى وسط البلد؛ وخرّب من دورها ما لا يحصى كثرة.


(١) «إلى القاهرة» سقطت من ب.
(٢) في ب: «نائب السلطنة بمصر».
(٣) «كان» ليس في ب.
(٤) في ب: «كان».
(*) في ب: «وأشرق» وليس بشيء، والشرق: الشّحّة والغصّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>