للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال (١) : إنّه خنق في يوم الاثنين خامسه ورمي في بئر؛ فلمّا تغيّر أخرج ودفن بالكيمان (٢) التي عند السّيّدة نفيسة، ثمّ استخرج ليلا وغسّل، وصلّي عليه، ودفن بمدرسة والدته.

وكان فيه إغضاء (٣) ، وحلم، وسعة صدر، بطيء [٩٧ ب] الغضب جدّا، سريع الرّضا، كثير الإنعام على حواشيه، معظما لأهل العلم يجالسهم ويستشيرهم في أموره، ويرجع لرأيهم. ومن حسناته: تبطيل مكس المغاني. وما قتله إلاّ طمعه في الدّنيا وجمعها من كلّ وجه وانهماكه على لذّاته.

وكانت مدّة (٤) ملكه أربع عشرة سنة وشيء.


(١) قال المقريزي في كيفية خنقه ودفنه ما يلي: «فدخل إليه مملوك منهم اسمه جركس السيفي-من مماليك ألجاي اليوسفي-وخنقه. ثم أدخلوا إليه بجماعة حتى عاينوه ميتا، وعادوا إلى القاضي فشهدوا عنده بموته، وأنه أوصى الأمير عز الدين أينبك، ثم أنعم على جركس هذا بإمرة عشرة، واستقر شاد العماير جزاء له بما فعله من خنق السلطان. ثم أخذت جثة الأشرف ووضعت في قفة وخيط عليها بلاس شعر أسود وألقيت في بئر آخر النهار الثلاثاء المذكور. فلما مضت له أيام ظهر نتنه فأخرجه جيران تلك البئر فعرفوه ودفنوه بالكيمان التي بجانب مشهد السيدة نفيسة فأتى بعض خدام السلطان ليلا وأخرجه من قبره وحمله إلى تربة أمه خوند بركة من التبانة وغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه بالقبة التي بها». (السلوك: ٣/ ١/٢٨٢).
(٢) هذه الكيمان ما تزال باقية في الجهة الغربية من جامع السيدة نفيسة وتمتد إلى الغرب والجنوب بين التلول المعروفة بتلول زينهم (زين العابدين) وبين حائط مجرى الماء المعروف بالعيون بالقاهرة. (النجوم الزاهرة: ١١/ ٧٦ الهامش ٣).
(٣) في ب: «وكان فيه حلم وأعضاء».
(٤) في ب: «وكانت مدته أربع. . .».

<<  <  ج: ص:  >  >>