للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عسرا في التّحديث جدّا لم يحدّث إلاّ يسيرا، يظهر الامتناع من ذلك خشية عدم القيام بشروطه.

وتلا بالسّبع على الإمام (١) تقيّ الدّين الصّائغ. واشتغل بالعربيّة على الشّيخ (٢) أثير الدّين (٣) أبي حيّان. وبالفقه والأصول على الشّيخ (٤) برهان الدّين الرّشيديّ.

وكان إماما في العربيّة والأدب (٥) ، و «شرح التّسهيل»، و «تلخيص المفتاح». ومشاركته في الفقه جيّدة. وله عمل كثير في «الحاوي». ودرّس بدرس التّفسير بالمدرسة (٦) المنصوريّة.

وكان له برّ كثير وإحسان، وصدقات جمّة. وفيه عصبيّة، وقيام [٩٨ ب] مع من يقصده وإن لم يعرفه وردع لأهل الفساد. وكان عالي الهمّة، ملازما للاشتغال والشّغل إلى آخر عمره.

خدم ديوانا عند الأمير بدر الدّين جنكلي بن البابا ولم يزل ينتقل ويرتقي إلى أن ولي نظر الجيش بالدّيار (٧) المصريّة. وكانت الملوك تعظّمه وتستشيره وترجع لكلامه وتعتمد عليه، وعظّمته الدّول واحدة بعد أخرى.

وبالجملة فقد كان رئيس عصره، وفقده النّاس.


(١) في ب: «على ابن الصائغ».
(٢) في ب: «واشتغل بالعربية على أبي حيان».
(٣) تحرّف في الأصل إلى: «أسد الدين» وهو خطأ.
(٤) «الشيخ» سقطت من ب.
(٥) في الأصل: «والآداب».
(٦) «المدرسة» سقطت من ب.
(٧) في ب: «بالقاهرة».

<<  <  ج: ص:  >  >>