للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشّافعيّ الشّهير بالخطيب، وصلّي عليه من غده بجامع الحاكم، تقدّم في الصّلاة عليه قاضي القضاة بدر الدّين ابن أبي البقاء، ودفن بتربة الشّيخ جمال الدّين (١) عبد الرّحيم (٢) الإسنويّ. وقد جاوز الثّمانين.

وسألته عن مولده فقال: ليس من المروءة أن يخبر الرّجل عن سنّة.

سمع «صحيح» البخاريّ على أبي العبّاس (٣) الحجّار. وتفقّه على الشّيخ قطب الدّين السّنباطيّ، والشّيخ شمس الدّين ابن عدلان (٤) ، والشّيخ شمس الدّين ابن القمّاح، وغيرهم (٥) .

وبرع، وساد، وتميّز، ودرّس، وأفتى، وصنّف، وناب في الحكم العزيز (٦) بالمدرسة الصّالحيّة مدّة طويلة. وولي قضاء القليوبيّة مرّة (٧) ، وقضاء الشّرقيّة أخرى.

وكان حكما عدلا، مصمّما في أحكامه، لا يحابي أحدا ولا يستحي منه في الحقّ. واستعدى مرّة على الأمير الكبير يلبغا [١٢١ ب] في زمن كان هو فيه في معنى السّلطان، فكتب على قصّة بإحضاره. وحكي أنّ ذلك كان بترتيب يلبغا. وأنّه ذكر مرّة أنّه ليس في القضاء من لا يحابيه إلاّ


(١) إلى هنا ينتهي السقط المشار إليه قبل قليل.
(٢) «عبد الرحيم» سقطت من ب.
(٣) «أبي العباس» سقطت من ب.
(٤) تحرّف في الأصل، ب إلى: «ابن عجلان» وهو خطأ، وصوابه ما أثبتناه، وهو العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن لاحق المعروف بابن عدلان المتوفى سنة ٧٤٩ هـ‍ (ذيل العبر للحسينيّ: ٢٧٠، والدرر الكامنة: ٣/ ٤٢٣ - ٤٢٤).
(٥) «وغيرهم» سقطت من الأصل.
(٦) في ب: «وناب في الحكم بالصالحية».
(٧) تحرّفت في الأصل إلى: «مدة».

<<  <  ج: ص:  >  >>