والجهمية تقول: لا قدرة للإنسان على الفعل أصلاً، بل هو مجبور بما يخلقه الله من الأفعال فيه على حسب ما يخلقه في سائر الجمادات، فهم إِذًا من الجبرية الخالصة، والجبر هو: نفي الفعل عن العبد حقيقة، وإِضافته إِلى الرب تعالى، وتقول: الله تعالى لا يعلم الشيء قبل وقوعه، وأن علومه حادثة لا في محل، وأنه يمتنع أن يتصف الرب تعالى بما يصلح أن يوصف به غيره؛ لأن ذلك مما يوجب التشبيه، وذلك ككونه حياً وعالمًا ويصح أن يتصف بما لا يشاركه فيه غيره، ككونه خالقًا وفاعلاً. وزعموا أن الجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما فيهما، ويفنى ما فيهما. ووافقوا المعتزلة في نفي الرؤية، وإثبات خلق الكلام، وإِيجاب المعرفة بالعقل قبل ورود الشرع. انظر: الفرق بين الفرق/ ٢١١، والملل والنحل ١/ ١١٣، والفرق الإسلامية/ ٨٩. (٢) انظر: المعتمد للقاضي/ ١٨٦ - ١٨٧، ومجموع الفتاوى ٧/ ٣٠٧، ٣٠٨. (٣) انظر: مجموع الفتاوى ٧/ ١٢٠. (٤) انظر: المعتمد للقاضي/ ١٨٧، ومجموع الفتاوى ٧/ ١٤٠، ٥٠٩. (٥) انظر: محموع الفتاوى ٧/ ٢٩٨.