للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الجهمية (١): المعرفة، (٢) وذكره بعض أصحابنا (٣) عن الأشعري وأكثر أصحابه، وبعضهم فرق بينهما. وفيه نظر.

وقالت الكرامية (٤): قول باللسان فقط، لتناوله المنافقين في أحكام الدنيا.

وعند الجهمية والمرجئة والكرامية: إِيمان الناس كلهم سواء، ولا استثناء فيه.

والكلام على هذا في أصول الدين.

وقال بعض أصحابنا (٥): لم تنقل، ولم يزد فيها، بل الشارع إِنما


(١) الجهمية هم: أتباع جهم بن صفوان الذي فتح باب شر عظيم، وقد ظهرت بدعته بـ (ترمذ)، ثم انتشرت بعد ذلك، وقد قتل جهم في آخر ملك بني أمية سنة ١٢٨ هـ.
والجهمية تقول: لا قدرة للإنسان على الفعل أصلاً، بل هو مجبور بما يخلقه الله من الأفعال فيه على حسب ما يخلقه في سائر الجمادات، فهم إِذًا من الجبرية الخالصة، والجبر هو: نفي الفعل عن العبد حقيقة، وإِضافته إِلى الرب تعالى، وتقول: الله تعالى لا يعلم الشيء قبل وقوعه، وأن علومه حادثة لا في محل، وأنه يمتنع أن يتصف الرب تعالى بما يصلح أن يوصف به غيره؛ لأن ذلك مما يوجب التشبيه، وذلك ككونه حياً وعالمًا ويصح أن يتصف بما لا يشاركه فيه غيره، ككونه خالقًا وفاعلاً.
وزعموا أن الجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما فيهما، ويفنى ما فيهما.
ووافقوا المعتزلة في نفي الرؤية، وإثبات خلق الكلام، وإِيجاب المعرفة بالعقل قبل ورود الشرع.
انظر: الفرق بين الفرق/ ٢١١، والملل والنحل ١/ ١١٣، والفرق الإسلامية/ ٨٩.
(٢) انظر: المعتمد للقاضي/ ١٨٦ - ١٨٧، ومجموع الفتاوى ٧/ ٣٠٧، ٣٠٨.
(٣) انظر: مجموع الفتاوى ٧/ ١٢٠.
(٤) انظر: المعتمد للقاضي/ ١٨٧، ومجموع الفتاوى ٧/ ١٤٠، ٥٠٩.
(٥) انظر: محموع الفتاوى ٧/ ٢٩٨.